تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ورقة التوت.. وبلاغات حروبهم!!

الافتتاحيـــة
الثلاثاء 18-9-2012
بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم

لم يخطئ أحد في قراءة بلاغات الحرب التي أعلنتها أميركا على الإسلام منذ عقد من الزمن، كما لم يخطئ أحد في رؤية هذا الصدام بين المنافقين على ريادة العمالة واسترضاء الأميركي عبر البوابة الإسرائيلية.

وفيما النظرة تتفاوت حيال آليات التعامل مع التطاول الجديد على الرسول (ص)، فإن الغضب الشعبي الذي يصل حدوداً غير مسبوقة ليس بمقدوره أن يتجاهل أو يغض النظر عن النفاق السياسي الذي تمارسه حكومات وحكام ومشايخ بصفاقة سافرة.‏

وبالتفاوت ذاته تبدو المقارنة اليوم على نطاق أوسع وهي تحاكي مفارقة سياسية هي الأكثر تناقضاً في مجرياتها وتفاصيلها ومن أوسع أبوابها، حين ترسم مشهداً موسوماً ببلاغات حربية تصدرها جهات غربية بوجوه عربية، بما تتضمنه من إشهار لأدواتها ومرتزقتها وعرابيها القدامى منهم والجدد.. أصحاب الباع الطويل وذوي الخبرة المتواضعة!!‏

ومع ذلك ثمة ما يدعو إلى التأمل من جديد في المقاربات جميعها ليس لتأكيد ما هو مؤكد، ولا لنفي ما كانت الأحداث والتطورات كفيلة بنفيه، وإنما لتسليط الضوء على ملامح التحالف الجديد في المنطقة ،الذي يرجعه البعض إلى المتغيرات التي أعقبت «خريف الثورات العربية»، ولا يستبعد من حساباته أن يكون ذلك التحالف خلف هذا «الخريف» من أساسه.‏

فالواضح اليوم أن تواطؤ مشيخات الخليج على شعوبها والشعوب العربية قد بات من مسلمات المرحلة، ولم يعد ثمة ما يضاف في ذلك، لكن ما يستوقف في هذا التواطؤ هو الخيوط الجديدة التي مدّتها لجرّ ما أفرزته التطورات الأخيرة من شخوص السياسة ليكونوا تابعين لها ليس في عمالتها وتواطئها فحسب، بل أيضاً في حدود خضوعها واستجابتها لإملاءات الغرب ومراعاتها الصارمة لضوابط العلاقة القائمة مع إسرائيل وأميركا.‏

والأوضح الذي أثارته وتثيره ضبابية المشهد وخياراته أن هذا التحالف المقام على أنقاض معاناة شعبية عربية يمارس سطوته في استمرار النزيف العربي وتواصل الخراب حتى نهايته، حين لم يكتفوا بما هدّموه من بنيان الدولة وإقامة هياكل مصنعة بماركات غربية لتكون أدوات رخيصة في خدمة الصهيونية وأميركا، وإنما ذهبوا إلى أبعد من ذلك حين يستقدمون أميركا للحضور المباشر بعد أن ثبت بالدليل القاطع أن هذه الأدوات عاجزة عن من إدارة المشروع.‏

ورقة التوت التي سقطت في التطورات الأخيرة لم تكن أول مرة تكشف عن عورة متأصلة في نموذج الغرب المصدر للمنطقة، ولكنها قد تكون الأكثر وضوحاً في تأثيرها ودورها وحتى وضاعة ممارساتها وفجاجة الخيارات والبدائل المطروحة وصولاً إلى محدودية وضحالة في إمكانياتها.‏

من تحريم الاحتجاجات لدى المشيخات، واعتذار من العجز عن التحريم وصولاً إلى الحياء والخجل من السيد الأميركي على ما بدر من تصرفات، تنتقل الصورة لتكون في الضفة الأخرى حافزاً لتفعيل الخيارات والإجراءات، وقد وصلت الأمور إلى نهاياتها وربما خواتيمها الأخيرة.‏

لم تعد الفضيحة تحتمل أبعد من ذلك، والإساءة المتعمدة تلامس سقوفاً أخرى ليس بمقدورها الارتفاع أكثر مما وصلت إليه، ولم تعد الحجة الدامغة والقرائن والأدلة بمقدورها أن تضيف إلى رصيدها الكثير..‏

هي القسمة العادلة التي تحدد الفواصل الطبيعية بين ضفتين متناقضتين إلى حد الإلغاء وهو الصدام بين مشروعين يجاهر فيه الغرب ببلاغات حربه المعلنة منها والمضمرة!!.‏

لذلك.. الخيارات أبعد من مجرد احتجاجات غضب على تطاول أو إساءة .. وأكثر من انفعالات آنية تنطفئ أو تطفأ بفعل طابور خامس يشتغل منذ لحظة الاتقاد الأولى .. إنها إعلان حرب على الإسلام، بعض أدواتها تنظيمات إسلامية كشفت عن سرّ تحالفها عبر هذا الرضى الأميركي على وجودها وقد تغلغلت فيها الأصابع الإسرائيلية، بعد أن جاهرت برفضها لغة «الجهاد» ضد من أساء إلى النبي (ص) التي أباحتها ضد العرب والمسلمين، بل حرمت حتى الاحتجاج، وأقصى طاقاتها استنكار دون غضب!!.‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية