تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


آن للعالم أن يستقر

البقعة الساخنة
الأربعاء 25-4-2012
خالد الأشهب

لن نتكهن سلفا بفشل أو نجاح الموفد الدولي كوفي عنان بمهمته في سورية كما يفعل الآخرون , ولن نذهب مع الشيخ القطري حمد وتابعه التونسي المرزوقي إلى حسابات النسب والأرقام في تقدير ما يمكن أن تنتهي إليه تلك المهمة ,

سواء بنسبة نجاح لا تزيد عن ثلاثة في المئة وفقا لمحسب حمد , أو بنسبة تقل عن الثلاثة في المئة ذاتها وفقا لمحسب التابع المرزوقي ..وفيما الشيخ والتابع وبلداهما معا لا يزيدان عن صفر في المئة في الحسابات السياسية الدولية الدائرة حول سورية !‏

فمن أجواء المحاسب والتسالي والدمى , بات العالم أجمع يعرف جيدا أن الملف السياسي السوري ليس مشهدا من مشاهد مسرح خيال الظل أو العرائس حيث تتحرك الدمى بالخيوط والظلال , وتردد من تحت الخشبة ما يقوله القابضون على الخيوط من فوقها على شاكلة الشيخ وتابعه إياهما , بل هو ملف دولي بامتياز منذ خطط القابضون على الخيوط تحريك مشاهد مسرحهم في تونس أولا مرورا بمصر واليمن وليبيا وغيرها , وما من غاية أثمن بالنسبة إليهم من الوصول بخيوطهم وظلالهم إلى سورية !‏

ولكن هنا .. وهنا فقط في سورية , لا تعود الخيوط والظلال, ومثلها بالطبع الدمى والمحاسب, نافعة في استكمال المشهد المسرحي وإيصاله إلى غاياته , لطالما انتقل المسرح كله إلى الهواء العالمي الطلق وانكشفت لعبة الدمى والظلال تماما , ومثلها الخيوط المحركة والأيدي القابضة عليها , وما عاد في وسع دبلوماسيات الضغط والتهديد الأميركي الغربي الصهيوني , ولا في وسع التضليل الإعلامي والكذب والفبركة , ولا حتى في وسع من وظف نفسه دمية على هذا المسرح وربطها بخيوط العمالة أو الرشوة , أن يتجاهل عزوف العالم كله عن الانتباه إليه وسماع صوته .‏

وبالتالي , فسواء ساءت نيات الموفد عنان أو حسنت, وسواء استبدلت الدمى محاسبها بالكومبيوتر الأميركي ورفعت نسب توقعاتها أو أخفضتها إلى الثلاثة في المئة أو تحتها , فإن الملف السوري بات انعطافة تاريخية كبرى في الطريق إلى عالم جديد أكثر عدالة وإنصافا , وأكثر أمنا واستقرارا من عالم أدمته أميركا وأرهقته وأفسدته وأوقفته على رجل واحدة طيلة عقدين من الزمن .. وآن له أن يرتاح ويستقر !‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2132
القراءات: 2045
القراءات: 2451
القراءات: 2414
القراءات: 2187
القراءات: 2540
القراءات: 2508
القراءات: 2437
القراءات: 2206
القراءات: 2529
القراءات: 2742
القراءات: 2638
القراءات: 2330
القراءات: 2793
القراءات: 2847
القراءات: 2950
القراءات: 2729
القراءات: 3108
القراءات: 3057
القراءات: 3159
القراءات: 2560
القراءات: 3022
القراءات: 3513
القراءات: 3274
القراءات: 3330

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية