سواء بنسبة نجاح لا تزيد عن ثلاثة في المئة وفقا لمحسب حمد , أو بنسبة تقل عن الثلاثة في المئة ذاتها وفقا لمحسب التابع المرزوقي ..وفيما الشيخ والتابع وبلداهما معا لا يزيدان عن صفر في المئة في الحسابات السياسية الدولية الدائرة حول سورية !
فمن أجواء المحاسب والتسالي والدمى , بات العالم أجمع يعرف جيدا أن الملف السياسي السوري ليس مشهدا من مشاهد مسرح خيال الظل أو العرائس حيث تتحرك الدمى بالخيوط والظلال , وتردد من تحت الخشبة ما يقوله القابضون على الخيوط من فوقها على شاكلة الشيخ وتابعه إياهما , بل هو ملف دولي بامتياز منذ خطط القابضون على الخيوط تحريك مشاهد مسرحهم في تونس أولا مرورا بمصر واليمن وليبيا وغيرها , وما من غاية أثمن بالنسبة إليهم من الوصول بخيوطهم وظلالهم إلى سورية !
ولكن هنا .. وهنا فقط في سورية , لا تعود الخيوط والظلال, ومثلها بالطبع الدمى والمحاسب, نافعة في استكمال المشهد المسرحي وإيصاله إلى غاياته , لطالما انتقل المسرح كله إلى الهواء العالمي الطلق وانكشفت لعبة الدمى والظلال تماما , ومثلها الخيوط المحركة والأيدي القابضة عليها , وما عاد في وسع دبلوماسيات الضغط والتهديد الأميركي الغربي الصهيوني , ولا في وسع التضليل الإعلامي والكذب والفبركة , ولا حتى في وسع من وظف نفسه دمية على هذا المسرح وربطها بخيوط العمالة أو الرشوة , أن يتجاهل عزوف العالم كله عن الانتباه إليه وسماع صوته .
وبالتالي , فسواء ساءت نيات الموفد عنان أو حسنت, وسواء استبدلت الدمى محاسبها بالكومبيوتر الأميركي ورفعت نسب توقعاتها أو أخفضتها إلى الثلاثة في المئة أو تحتها , فإن الملف السوري بات انعطافة تاريخية كبرى في الطريق إلى عالم جديد أكثر عدالة وإنصافا , وأكثر أمنا واستقرارا من عالم أدمته أميركا وأرهقته وأفسدته وأوقفته على رجل واحدة طيلة عقدين من الزمن .. وآن له أن يرتاح ويستقر !