تقدر الكتب أن توحدنا.. أو تفرقنا.. فللكلمة أكثر من مستوى للمعنى, تكثر الشروح والتفاسير, وتُبنى العقائد والاتجاهات.. وقد يحيلنا بعضٌ من أصحاب الإرادات الساخنة, والرؤوس الساخنة إلى مواطني دولة الشاش!
في مسرحيته (حكاية بلاد ما فيها موت) يسأل «كفاح الخوص» الجمهور: قبل أن تحضروا إلى هنا, ما هي الفكرة التي كانت تجول في أذهانكم؟ أي الطرق سلكتم؟ مع من أتيتم؟ لماذا أتيتم إلى هنا؟ وسيخرق صوتٌ لحظةَ الصمت أمام السؤال, ويقول: لأننا نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاً؟ ويقول آخر: لأننا نريد رؤية شيء آخر غير الدم!
نحن أيضاً نبحث عن بلاد لا موت فيها, ولأن ذلك مستحيل كما نعلم, وكما تقدمه المسرحية, نعرف وبيقين أننا نريد موتاً طبيعياً على أقل تقدير!
(وهلأ لوين) فيلم نادين لبكي الأخير, يشكل خلاصة ما يجري على أرضنا: صراع الرؤوس الحامية, مقابل عاطفة الأمومة التي تستميت في محاولة نزع فتيل الانفجار.. وفي نهاية المطاف, ثمة تابوت في مقبرة, حتى القبور اتخذت اتجاهين, ليبقى السؤال مفتوحاً على جرح عتيق: وهلأ لوين؟
السادة أصحاب الإرادات الساخنة.. والرؤوس الساخنة.. والقرارات الساخنة... لستم أكثرية بين السوريين.. السوريون يحبون الحياة.. الفن.. المسرح.. الألوان... وقد فاض كيلنا منكم جميعاً نسأل: وهلأ لوين؟
suzan_ib@yahoo.com