كيف نسيت اتخاذ القرارات، وكيف انفلتت الايام.. ؟
تهرول تحاول اللحاق بشيء ما، تعاندك الدقائق، وكأنك تضرب عرض البحر وحيدا، وأمواجه العاتية تقذفك من كل جانب، وكلما زدت سرعتك.. عجلت بنهايتك.. لا الاستسلام يفيدك، ولا تسريع ايقاعك.. كلها سواء.. !
أثمن مافي العمر.. يتسرب منا.. أيامه تتهرب منا، و نبدأ بالندم، أضعنا الكثير بلامعنى، لم نفعل شيئا مهما كان بامكان العمر ان يكون امتع، كان بامكان الدقائق أن تستغل افضل..
ليتنا فعلنا كذا، ليتنا سافرنا.. هل بقاؤنا اجدى.. افكار كثيرة تتصارع مع اقتراب الايام الاخيرة كل عام.. رتم حياتك يختلف، يعود اليك نبض حياتك المتسارع، تعود الى اخفاقاتك، تفكربخساراتك المتكررة.. هل انت رهن لها، ام انها هي التي حددت مساراتك في الحياة وانتهى الامر.. ؟!
خيباتك.. تزداد على وقع كلمة كل عام وانت بخير.. يالله ما اثقلها.. كيف تبدو بمنتهى القسوة.. كيف تذكرك بكل هذا الوجع، بكل هذه الخيبة، بكل مرارات العالم.. ووجعه.. !
أي خير.. ؟!!
كل ماحولك ينبئ بحال يسوء..
كل ماحولك مبرمج نحو نهايات محتومة.. ام انك وحدك من داهمته تلك النهايات القاسية..؟
لماذا تحرص الاعياد على المجيء.. هل ازداد معدلها أم أن وجعنا هو الذي ازداد.. ؟
نهاية الاعوام الماضية كان حالنا افضل.. هل ساءت الايام والاحوال وحدها.. ام نحن من ساهم في تدهورها.. ؟
كل شيء بات قابلا للتضخم، حتى ذواتنا رغم كل هذا الخراب تكاد تنبلج وتنبثق من داخلها روائح التعفن..
الفرح يهرب منا، وهستيريا الخيانات على وشك أن تصفي الحب المتبقى، كمائنها كثرت وتكاثرت اينما أدرنا وجوهنا، نتفرج على عيونهم عديمة المعنى، وعلى اصواتهم المبحوحة.. !
نحاول أن نتذكر أن الدنيا فيها اعياد نحن المتضررين-الخاسرين.. نكاد نفقد طزاجة ارواحنا.. بعد أن عرف كثر أن أقرب الناس، من نحتمي بهم عادة.. قادرين على التفريط باروحنا بسهولة.. ولاينتظرون الاعياد.. !
soadzz@yahoo.com