تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تفــــاصيـــــل

رسم بالكلمات
الأثنين 29-6-2009م
سوزان ابراهيم

«إذا لم تطرح الأسئلة وإذا لم يحدث التساؤل فما من حقائق سوف تقدم وفي مسرحية أوليفر غولد سميث (الانحناء لحظة قهر) ثمة بيت شعر شهير يقول:

لاتطرح علي اسئلة حتى لاأكذب عليك!‏

وكي يوفر المثقف العربي على نفسه تهمة الكذب، فإنه لايقترف فعل التساؤل-هذا عند الغالبية-وقد خلق لنا أقدمون مقولة إن الشيطان يكمن في التفاصيل, لكن المعرفة تكمن في التفاصيل القادرة على خلق دوائر الشك, ولعل هذا سبب توتر العلاقة بين السلطة -أي سلطة- والمثقف الحقيقي, فمن طبيعة السلطة التشبث بأسباب المحافظة على الوضع القائم، أما المثقف -أو الثقافة عامة -فمن طبيعتها اكتشاف دينامية التغيير.‏

سؤال يلح: هل تريد (السلطة) ثقافة تنويرية حقيقية؟! على من يدير لعبة إنتاج الثقافة أن يمتلك ثالوث القوة والمعرفة والقانون، فهل يملكها المثقف؟!‏

إن الأزمات الحقيقية التي تتعرض لها المجتمعات- وفق غرامشي- ليست اقتصادية في أساسها, بل هي محصلة هيمنة خطاب ثقافي معبر عن طبقة اجتماعية متسلطة داخل المجتمع!‏

دار الصراع في الحقل الثقافي قديما وحديثا على شكل محاولة الاستحواذ على رأسمال رمزي, واحتكار تمثيله بالإقناع أو بالقسر- لتعميم تصورات محددة، أو النيل من تصورات أخرى مخالفة, إن أي تغير نوعي في كل المجالات لن يتحقق مالم ترافقه، أو تسبقه تغيرات في المجال الثقافي, وهذه مهمة النخب الفكرية والثقافية في المجتمع التي ينبغي لها أن تقود عملية التغيير لكن عن أي نخب نتحدث اليوم؟.‏

نحتاج اليوم إلى ثقافة التساؤل والسؤال، وإلى قيم العمل والتعلم والكفاءة والتعاون والإخلاص والنجاح والطموح، وهذه لن تغدو جزءا من روح المجتمع دون برنامج ثقافي وحركة ثقافية وهكذا سنحتاج إلى صناعة ثقافية قادرة علىخلق أنماط سلوكية جديدة, هذا كله ربما يبدأ بالسؤال والخوض في التفاصيل كطريق إلى المعرفة! لماذا أقول ذلك؟ سؤال يبحث عن تفاصيل، فلا وجود لخطاب ثقافي بريء كليا! إنه محاولة لخلق دوائر شك!‏

suzani@aloola.sy

تعليقات الزوار

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 29/06/2009 21:42

الأخت / سوزان إبراهيم ، تحية وبعد : المشكلة في مثلث (القوة - المعرفة - القانون) الذي يُشترط بالمثقف الحقيقي أن يمتلكه تكمن في أن ضلعيه (القوة - المعرفة) نابعان من ذات المثقف ، أمّا الضلع الثالث فيأتي بفعل خارجي يعتمد على مساحة الحرية التي تتيحها السلطة تحت سقف القانون ، وبالتالي فالمعادلة التي يقف أمامها المثقف الحقيقي ترتبط بفعلين ؛ داخلي وخارجي ، ولهذا فمهمته هي من النوع (السهل الممتنع) .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1457
القراءات: 1396
القراءات: 1626
القراءات: 1536
القراءات: 1614
القراءات: 2009
القراءات: 1424
القراءات: 1545
القراءات: 1525
القراءات: 1593
القراءات: 1519
القراءات: 1637
القراءات: 1591
القراءات: 1533
القراءات: 1600
القراءات: 1637
القراءات: 1610
القراءات: 1645
القراءات: 1648
القراءات: 1596
القراءات: 1618
القراءات: 1658
القراءات: 1677
القراءات: 1686
القراءات: 1640

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية