تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من أرض البلغار

معاً على الطريق
الاثنين 29-6-2009م
مصطفى المقداد

استبقت وسائل الاعلام البلغارية وصول الوفد الصحفي السوري بكثير من المقالات والتقارير الصحفية التي تتحدث عن سورية وحضارتها

وتاريخ علاقاتها مع بلغاريا والتبادل الحضاري والثقافي ولاسيما البعثات التعليمية المتبادلة والتي انتجت علاقات زواج كثيرة، كان مرافقنا مجد الغفري أحد نتاجاتها فكان سورياً بلغارياً تضيع لديه حدود التفريق بين طرفي جسده اللذين ينتميان الى علاقة تمتد الى عمر الحضارة الانسانية.‏

اللغة وحروف هجائها وحدها ما يحد من انسياب التواصل ،لكن المشاعر والتطلعات تجمع بين الطرفين الى درجة التوحد، ففي النفس اشتياق لزمنٍ جميل كانت فيه الصلات لايقطعها ظرف من اي نوع، عشرون عاما مضت انكفأت فيها بلاد الحكمة على صوغ بنيانها الداخلي في ظل المتغيرات التي عصفت بالمجموعة الشرقية ،ففككت عرى ارتباطها ورمت بكل واحدة منها في اتجاه ،فمنها من هوى في تناقضات الانتماء وضاع بين اطراف الاختلاف الى فترة محددة ومنها من تماسك قليلا فنأى بمجتمعه عن الصدام وحافظ على تجانسه الوطني وان كان لم يسلم من عقابيل الانتقال الفوري والسريع من الاقتصاد المخطط والقيادة المركزية والاتجاه الحزبي المنتظم الى اقتصاد السوق واللامركزية في الحكم ،وتكاثر الاتجاهات السياسية وتوالد الاحزاب التي نافت عن المئات في بعض المجتمعات .‏

وحدها أرض الحكمة تجاوزت منعكسات التغيرات السياسية فاستند شعبها الى الدستور واحتكم الى القضاء بذلك لم تقو مساعي أصحاب النيات السيئة على الاساءة الى الوطن وجوهره فقضت المحاكم بالحق فوأدت الفتنة واتخذت الحياة السياسية مسارها الطبيعي، فيما عانى الاقتصاد والمجتمع من تبعات التحولات السريعة.‏

واليوم تستعيد بلغاريا علاقاتها مع سورية بعد ان عادت الحياة الى شرايينها فاستعادت الخطوط البرية حرارتها، وتبادل رجال الاقتصاد والسياسة والاعلام زيارات متكررة تستعيد ألق الايام الماضية ،حيث كان خط دمشق- صوفيا مفتوحا من الجانبين.‏

منظر واحد كان يدفع للحزن والاسى على الرغم من تعدد المظاهر التي تبشر بمستقبل واعد ،فالارض خصبة والمساحات شاسعة ومعدلات التنمية في ارتفاع وعدد السكان قليل جدا في مقابل الموارد الطبيعية ومقومات التقدم الاقتصادي كثيرة، في مجالاتها الزراعية والسياحية، الا ان ما يدفع للحزن هو مناظر تلك المنشآت الكبيرة على امتداد مساحة بلغاريا الفارغة والخالية والخارجة من الاستخدام.‏

منشآت كانت ذات يوم مقراً لمعمل أومصنع وبعضها كان مستودعا لجمعية زراعية تراها اليوم وقد غطاها الاهمال وتركت فيها عوامل الزمن تأثيراتها، فانهار بعضها او جزء منها ولم يتم استغلالها باعتبارها احد مقومات الاقتصاد الوطني وبذلك بقيت شاهدا على فترة من تاريخ البلاد.‏

أرض البلغار جوارنا القريب مع القارة العجوز، ابناؤها يتحدثون بمفاهيم تقارب مالدينا ويتطلعون لحياة تشبه ما نتطلع وينطقون بكلام يقارب اقوالنا.‏

وبعد هذا هل ثمة حواجز تحول بيننا..؟‏

وحدها تأشيرات الدخول تعوق التواصل وتحد منه لكن التواصل الاعمق يبقى مستمرا في الثقافة والحضارة المتداخلة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية