تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل يمكن تشكيل لوبي عربي في أمريكا؟

إضاءات
الاثنين 29-6-2009م
خلف علي المفتاح

كلما جرى الحديث عن السياسة الأمريكية في المنطقة العربية يشار إلى اللوبي الصهيوني وتأثيره على صانعي القرار وراسمي الاستراتيجيات في واشنطن، ولا شك أن للوبي الصهيوني

تأثيراًً كبيراً في السياسة الخارجية الأمريكية، ويعزى ذلك لأسباب كثيرة أهمها أن اللوبي الصهيوني هو أكثر اللوبيات العاملة في الساحة الأمريكية تنظيماً وقوة، اذا ما علمنا ان النظام السياسي الأمريكي يسمح بتشكيل جماعات مصالح (لوبي )ويعتبرها إحدى مظاهر ممارسة الديمقراطية. والى جانب قوة تنظيمه يتمتع اللوبي الصهيوني بقاعدة شعبية أمريكية متعاطفة معه الى حد بعيد بحكم البيئة الثقافية والدينية المتشكلة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتأثير الإعلامي الكبير لليهود فيها وتبرز هنا في مقدمة جماعات الضغط لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأمريكية –ايباك –التي تأسست عام 1954 على يد ما يسمى المجلس الصهيوني الأمريكي وهو لوبي محترف، ومسجل، وله تنظيم هرمي ومكاتب وموظفون، يزيد عددهم على المئات وتبلغ موازنته السنوية عشرات الملايين من الدولارات، ويمكن تشبيه الايباك بحكومة داخل حكومة، نظراً لنفوذها الكبير داخل المؤسسات الأمريكية وعلاقاتها الوثيقة مع مراكز القرار الأمريكي من البيت الأبيض الى الكونغرس الى وسائل الإعلام، للتموضع في اغلب مفاصل الجسم السياسي الأمريكي، ونظراً لأهمية دورها وتأثيرها في الساحة الأمريكية يقول جانس تيري وهو أستاذ جامعي أمريكي «لقد استعملت غالونات من الحبر للكتابة عن مدى تأثير جماعات الضغط في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط» وبعد هذا الاستعراض السريع لتأثير اللوبي الصهيوني في السياسة الأمريكية يمكننا ان نطرح السؤال التالي: ترى هل يمكن تشكيل لوبي عربي ضاغط ومؤثر على أصحاب القرار في واشنطن؟! الجواب عن ذلك باعتقادنا هو بالإيجاب وذلك لعدة أسباب، يأتي في مقدمتها ان الساحة السياسية والإعلامية مفتوحة كما اشرنا إضافة إلى مجموعة من العناصر والمكونات الأخرى، فعدد الأمريكيين من أصل عربي يساوي تقريباً عدد اليهود الأمريكيين ،ناهيك عن الجاليات الإسلامية الموجودة.‏

إذ تشير بعض الأرقام إلى أن عدد الأكاديميين العرب وحملة الشهادات العليا يبلغ عشرات الآلاف ويتبوأ الكثير منهم مراكز علمية وإعلامية مهمة، إضافة إلى الإمكانيات المادية والمساهمات المالية الكبرى للعرب في الجسم الاقتصادي والمالي الأمريكي.‏

وتشير الإحصائيات إلى أن الدول العربية لها توظيفات مالية في البنوك الأمريكية تزيد على 1.5تريليون دولار وأن حجم الإيداعات الشخصية للأفراد تبلغ حوالي 800 مليار دولار، ولا شك أن هذا الرقم المالي الكبير إذا ما أُحسن استثماره سياسياً سيكون له دور وتأثير فاعلان، والى جانب ذلك هناك وجود كبير للسفارات والمؤسسات الثقافية والمنظمات الأهلية العربية في اغلب الولايات الأمريكية، وقد استطاعت عبر تنسيقها وتنظيمها إيصال بعض أعضائها إلى المؤسسات التشريعية كمجلسي النواب والشيوخ.‏

اذاً ثمة طاقات عربية موجودة وذات وزن كبير في الولايات المتحدة الأمريكية وهي غير مفعلة بالشكل المطلوب ،فإذا ما أحسن تنظيمها وتأطيرها ودعمها مادياً وهذا من ضمن اختصاص العديد من المؤسسات المعنية بذلك إضافة إلى دور الجامعة العربية ومكاتبها المختلفة، شريطة ان يترافق ذلك كله مع استراتيجية إعلامية خارجية موجهة للداخل الأمريكي يمكن ان تكون ذات تأثير حقيقي في الساحتين السياسية والاجتماعية تجاه قضايانا أو على الأقل الحد من تأثير اللوبي الصهيوني الذي لا يجد منافساً أو مواجهاً له في الساحة الأمريكية المفتوحة ... فهل نبدأ؟‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 29/06/2009 01:32

بالطبع يمكن تشكيل لوبي عربي في أمريكا, إنما النظام العربي الرسمي وحتى اللحظة لايريد لايريد لايريد, وبالتالي لن يحدث هذا إلا إذا رغبت الإدارة الأمريكية فيه, فعندها سيحدث ولكن سيكون مشوها.

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 29/06/2009 15:14

الأستاذ / خلف المفتاح ، تحية : في تعليقي بالأمس على مقال (ماذا نريد ؟!) للأستاذ أسعد عبود ، تساءلت عن (اللوبي العربي في الدول صاحبة القرار) ، واليوم وجدت عنوان مقالك ينسجم مع ما جاء في التعليق ، فيسعدني توارد الخواطر ، وبهذا أقول : 1 - امكاناتنا المادية في الغرب كبيرة ، والمطلوب أن نمتلك الإرادة والشجاعة في استخدامها ؛ 2 - الإعلام العربي مشغول بالمناكفات بين الدول العربية ، ومناطحة الدول الإسلامية ، ولا وقت متاحاً لديه لتأمين الدعم للوبي العربي المنشود !! 3 - أعتقد أن جامعة الدول العربية يمكن أن تقوم بدورها إن توفرت لها الامكانات المادية والبشرية المؤهلة والكفؤة ؛ 4 - دور السفراء العرب في أمريكا مهمّ للغاية ، وأعتقد أن العمل الدؤوب الذي يقوم به السفير السوري في واشنطن د. عماد مصطفى مثال يمكن الاقتداء به .

وفيق ، الضيعة  |    | 30/06/2009 15:21

لماذا لا نغزو الفضاء يا استاذ خلف ونصل الى القمر او المريخ ، للاسف ان طموحاتنا لا تنسجم مع التطبيق ، او من السهل طرح اية اطروحة او فكرة ،الا انها صعبة المنال بسبب عدم كفاءة او توازن القوى في العالم ، لا بل انه من رابع المستحيلات ان يتم هذا الامر في ظل سيطرة اللوبي اليهودي الذي يمنع اي شبه لوبي اوربي او اسيوي من التقدم او حتى الفكير في هذا التقدم ، فكيف بنا نحن العرب ، فهناك العديد من الدول القوية والفاعلة في العالم.. غير قادرة على انشاء محطة تلفزيونية او جريدة رسمية فاعلة تنطق باسمها في امريكا ( الصين - فرنسا- روسيا والعديد العديد من دول العالم ) .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11363
القراءات: 1092
القراءات: 841
القراءات: 995
القراءات: 872
القراءات: 938
القراءات: 953
القراءات: 909
القراءات: 982
القراءات: 930
القراءات: 966
القراءات: 908
القراءات: 935
القراءات: 973
القراءات: 1027
القراءات: 989
القراءات: 1086
القراءات: 1064
القراءات: 986
القراءات: 1050
القراءات: 990
القراءات: 1017
القراءات: 1041
القراءات: 1076
القراءات: 1314
القراءات: 1230

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية