هذا الأمر يبدو مفهوماً انطلاقاً من العلاقة الاستراتيجية العدوانية على الأمة العربية بين الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني رغم بشاعتها وحقدها.
لكن ماذا عن الصمت العربي.. هل هو أيضاً مشمول بالعلاقة الاستراتيجية والتنسيق ذاته!! أم ماذا؟.
لم يطلب مجلس الجامعة العربية الفاقد للشرعية الشعبية والوجدانية لدى المواطن العربي أي إجراء للرد على العدوان، كما لم يصدر عنه ولو بيان لحفظ ماء الوجه إذا بقي فيه ماء، ولم لا.. مادام أن القابضين على هذا المجلس هم حكام الخليج العاملون لدى الولايات المتحدة الأميركية، والذين يأتمرون إقليمياً بأوامر الكيان الصهيوني الذي أحرق أوراقاً كثيرة كان حكام الخليج يخفونها عن شعوبهم عبر علاقات التآمر بصلاتهم بالعدو الصهيوني وتنسيقهم معه في عدوانهم على الدول العربية وتهديم بناها الاجتماعية ومكونات دولها الرئيسة، كما حدث في ليبيا وحاولوا في سورية ولم ينجحوا، والآن يحاولون في العراق.
لقد تحالفوا مع كل ما هو شيطاني وإرهابي واستخدموا كل أدواتهم الإجرامية من خلال عصابات إرهابية وهابية أحدثوها لهذه الغاية، وهم يحاولون الآن أن يُعملوا القتل والتدمير في العرق من خلال تنظيم داعش الإرهابي الذي تكوّن على أيدي آل النفط وآل الغاز والطربوش العثماني الإخواني، بتنسيق كامل مع الكيان الصهيوني الذي يعتبر المستفيد الأخطر مما يجري في الدول العربية وخصوصاً في سورية والعراق.
وقد سربت الأنباء أن هذا التنظيم هو جزء من سلسلة عدوانية يعمل على تنفيذها وتطويرها الكيان الصهيوني ضمن خطة واسعة المدى تسمى «عش الدبابير» هدفها جلب الإرهابيين في العالم إلى منطقتنا وإغراقها في عدوان دموي يخدم إسرائيل، وقد باركت واشنطن هذا المخطط وباركت أيضاً عدوان الكيان الصهيوني على غزة، وهي لا تزال تصمت عما يحدث في العراق وتطلب من مملكة آل سعود ودويلة الغاز وحكومة الطربوش العثماني الاستمرار في دعم تنظيم داعش الإرهابي وإمداده بالسلاح.
فالأخبار المتواترة تقول إن الأموال التي استولى عليها هذا التنظيم يتم من خلالها تأمين صفقات شراء السلاح، فكيف يحصل هذا التنظيم الإرهابي على السلاح؟ ومن أين إذا لم تكن هناك جهة تؤمنه له وتحمي ظهره؟.
والمتابع لمجريات المعارك على الأرض يشاهد أن هذا التنظيم الإرهابي يعمل بحرية في مناطق يوجد فيها حلفاء لواشنطن بكثافة، فهل هناك أدل على ذلك من حماية وتحالف معه في العراق والموصل تحديداً، أم إن ذلك يحتاج إلى فك ألغاز وأحجيات!!؟
لقد شغلوا الاتحاد الروسي في المشكلة الأوكرانية لإبعاده عن المنطقة وإلهائه في تحصين حدوده والدفاع عن مصالحه القومية العليا وتخفيف الضغط الروسي باتجاه إيجاد حل سياسي لما يجري من عدوان إرهابي على سورية، وقد نتج عن ذلك أن قامت العصابات المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتحالفة معها بالاعتداء على محافظة الأنبار في العراق، واحتلت الموصل وعاثت فساداً في تلك المنطقة، وأنتج هذا أيضاً إيجاد الذريعة لكيان كردي انفصالي يخدم المصالح الإسرائيلية والأمريكية.
فلم لا تصمت الولايات المتحدة عما يحدث في العراق وغزة وسورية وهي صاحبة مصلحة فيما يحدث بتحالفها الاستراتيجي العدواني مع الكيان الصهيوني، وقد استفادوا من الصمت العربي الذي وصل إلى عتبة الإذلال بعد أن استباحوا مجلس الأمن وعطلوا المنظمة الدولية والحبل على الجرار.