تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مثل السحابة لا شمس و لا مطر

معاً على الطريق
الخميس 11/9/2008
عبد النبي حجازي

كان الأبناء جالسين في إحدى زوايا المضافة والأب مضطجع في الزاوية الأخرى يدخن الأركيلة فرن جرس الهاتف, رفع أحد الأبناء السماعة فجاءه صوت ينعي أحد أصدقاء الأب, ضاج الشبان وحاروا كيف يفاجئون الأب بهذه الفجيعة حرصاً عليه من مغبة الانفعال والتأثر, فلاحظ الأب حركتهم غير الاعتيادية وهمساتهم الحذرة فسألهم ما الأمر? سكنوا جميعاً متهيبين, قال منتهراً تكلموا, بلغه أحدهم النعوة مرتبكاً فضرب الأب مقعده بيده لا مبالياً وقال: لهذه يعني (مقعدته).

تقول (سارة بالين) المرشحة الجمهورية نائبة لمرشح الرئاسة (جون ماكين) في الكنيسة في ألاسكا (ولايتها)عن غزو أفغانستان والعراق إنه(مهمة من الله).‏

وفي التاسع من أيلول (سبتمبر)الجاري:‏

- اجتماع في العراق من أجل المقابر الجماعية من ضحايا (حكم صدام) ومعرض للصور وكأن الغاية منه تبرئة أمريكا من تدمير العراق, ولعله ضرب من ضروب الثأر للأعداد المتزايدة من الجنود الأمريكيين المنتحرين مؤخرا, وحض على التسليم بالمعاهدة الأمنية.‏

وتتوالى الضربات على الرأس من حادث الانهيار في القاهرة الذي أضيف إلى قائمة (ضحايا العوامة) عبر عامين متتالين, واضطرابات دارفور في السودان, وأحداث الباكستان كسقوط القتلى بطائرات أمريكية, وأحداث أفغانستان وسقوط الضحايا من المدنيين وما يعانيه الأفغان من الجوع والفقر, وتسمع اتهام (الظواهري) إيران أنها (متواطئة!) مع أمريكا, ويصغر العالم ويتضاءل وترى المآسي والويلات في إفريقيا و دول أمريكا الجنوبية وتسمع بتزايد المرضى والجياع والعراة.. وترى الكون مختلاً, ويزداد اختلالاً, في جورجيا وأبخازيا, وترى شهوة أمريكا في ابتلاع الدنيا, وسخاءها اللامحدود على (إسرائيل) وطرحها (الفتات) على أوروبا, ووعودها الخلبية لدول (أوروبا) الشرقية كالجزرة والعصا وتنتظر أن يفيق المارد (الأسيوي) من سباته ويقول لأمريكا (راوح مكانك) وترى أنك لا تعرف أمامك من خلفك, يمينك من يسارك.‏

ثم تنعطف إلى الداخل وترى تذمر المواطنين من تزامن افتتاح المدارس مع شراء (المونة) وتحمد الله أن الكتب المدرسية مجانية في الابتدائي والإعدادي, وترى الخلل في العلاقات بين المواطنين والدوائر الحكومية من رشوة ومحسوبية, والخلل بين المواطنين بعضهم مع بعض وكل يتأهب ليبتلع الآخر, وترى أن رمضان (الشهر الفضيل) لا يبدو منه سوى النهم إلى الإنفاق والمبارزة في التسوق وتعمير الموائد بالأطايب على حساب النوازع الروحية, وكأن القيامة ستقوم مع انصرامه.‏

وأخيراً تتشاءم بمقدار (جبل راسخ) وتتفاءل بمقدار (حبة خردل) وتنعدم فيك المشاعر ولا تملك إلا أن تقول عن أي شيء وعن كل شيء, ما قاله الأب لأبنائه.‏

anhijazi@Gmail.com‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 11/09/2008 04:07

كفة النخب الفاسدة تعلو وتعلو, وكفة العامة المقهورة تنزل وتنزل, والنتيجة في النهاية واضحة وضوح الشمس: قلب الموازين وخراب الميزان.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2148
القراءات: 1086
القراءات: 1096
القراءات: 1083
القراءات: 1287
القراءات: 1111
القراءات: 1047
القراءات: 1332
القراءات: 1299
القراءات: 1152
القراءات: 1682
القراءات: 1208
القراءات: 1770
القراءات: 1250
القراءات: 1206
القراءات: 1307
القراءات: 1245
القراءات: 1328
القراءات: 1312
القراءات: 1322
القراءات: 1538
القراءات: 1696
القراءات: 1484
القراءات: 1402
القراءات: 1834

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية