| واحدُ تعدّد رؤيـــــــة يثير السؤال مرة أخرى مسألة الرقيب وأنفه الذي يستشعر أي خطر حتى لو كان وهمياً- عن مسافة سنوات. لنتفق أولاً أن الرقيب مواطن في النهاية, لكنه يظن أنه القيّم على حدود الوطن دون الآخرين, أو أنه الأكثر حرصاً على مراعاة حرماتها. لم يتحرك الرقيب برأيي من موقعه ولم يبادر إلى رفع مسطرة السقوف, بل قامت نصوص السيناريو الدرامي بطرق أبوابه العالية, وظلت في كل مرة تطرق وتقترب خطوة خطوة في ملامسة الخطوط المفترض أنها حمراء. أعتقد أن ثمة وهماً يحيط بالرقيب أراه أكبر من الواقع, فهو ليس شخصاً واحداً بفكر واحد ومرجعية ثقافية واحدة, ولهذا تتباين إجراءاته بين موقع وآخر. كما أن الخطوط الحمراء أو السقوف ليست واحدة, وأعتقد أن مرور الزمن يبهت حمرة بعض الخطوط, ويخفف من ارتفاع بعض السقوف أيضاً. الجرأة في الطرح الفكري ليست تحطيماً للتابوهات, فهذه أكثر استقراراً ورسوخاً من أن تتأثر بنطاح رؤوسنا, الجرأة هي المداورة حول الصخرة, ومحاولة الاتكاء عليها بدل أن تشكل سداً في الطريق إلى ما نريد. في عصر تُنشر فيه كل الألبسة الوسخة والنظيفة على حبال الفضاء المفتوح للجميع, لابد للرقيب أن يعيد حساباته, احتراماً لعقله أولاً ومن ثم لعقولنا ثانياً, فالواقع أكبر من مساحة ورقة suzani@aloola.sy ">التوت. suzani@aloola.sy
|
|