والتي أنجزت في عشرات الأيام ما لم تفعله المقاتلات الأميركية وغير الأميركية في أكثر من سنة، فهل يكشف هذا الإجراء إلّا عن نيّات سيئة لدى الغرب الذي لايتحرك بغير أوامر واشنطن؟.
إذا كان يُفترض أن يؤدي التوافق - الخطوة - الذي تمّ في مجلس الأمن لاتفاقات أخرى أقلّها خطوة وضع قائمة بالتنظيمات الإرهابية التي ينبغي أن تُركز جميع الأطراف مجهودها العسكري الحربي في قتالها وصولاً للقضاء عليها، فإنّ الاتحاد الأوروبي مُطالب بتقديم تفسيرات لقرار إغلاق مجاله الجوي أمام القاذفات الروسية، وهل يعني ذلك أنه تبنّى وجهة نظر النظام التركي واصطف خلفه، وهو يعرف أن هذا النظام مُتورط بالعمل مع تنظيمي داعش وجبهة النصرة تحديداً؟.
ما الرسالة المُغرقة في السلبية التي أراد الغرب توجيهها لروسيا والعالم من خلال هذا الإجراء، وما سرّ تَعمُد التزامن في الإعلان المشترك مع نظام أنقرة عنه؟.
وإذا كانت أميركا التي تقود الناتو وتَقطُر الغرب قد امتلكا وقاحة اتخاذ هذا الإجراء بعد ساعات من التوافق الحاصل في مجلس الأمن، والذي اعتُبر توافقاً مهماً من شأنه أن يُسهم بتقريب وجهات النظر في موضوع محاربة الإرهاب والجنوح لحلول سياسية مقبولة للقضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، فهل يكون من حقّ روسيا والحلفاء بالمنطقة (إيران وسورية) وخارجها، التشكيك في نيّات الولايات المتحدة وأوروبا، وعدم الثقة بكل الآليات التي قد يضعها أو يقترحها الغرب وأميركا لتنفيذ القرارات الدولية، ولمراقبة أداء الأطراف ذات الصلة بها؟.
تكذب أميركا والغرب في كل السياسات التي ينتهجانها، وتتعمّد أميركا والغرب الإبقاء على الغموض في اتفاقاتهما المُنجزة مع الأطراف الدولية، ليس بهدف العرقلة فقط، وإنما بهدف تفجير الاتفاق والانقلاب عليه في اللحظة التي يجدانها مناسبة للقيام بذلك، ولدينا في سورية والمنطقة ما يكفي من التجارب لتجعلنا لا نثق بهما أبداً، ولتجعلنا نرتاب ونحذر في كل خطوة يُقدمان عليها، وها هي عشرات القرارات الدولية المُلزمة الخاصة بفلسطين والجولان يغطيها الغبار داخل أدراج مجلس الأمن والأمم المتحدة تُقدم الدليل القاطع الذي يجعل من الموثوقية بهما تساوي العدم، وتُقدم القرينة الحاضرة التي تجعل من المصداقية لهما تساوي الصفر.