فمنذ البدايات السوداء كان الهدف العدواني تدمير بنية الدولة الوطنية من خلال تخريب المؤسسات والحيلولة دون قيام الحكومة بمهماتها، فضلاً عن التخريب البنيوي والفكري الذي كان يتم العمل عليه في مخابر ومراكز بحوث الاستخبارات الغربية والأميركية خاصة، فسقطت بالتتالي واحدة بعد أخرى، وفشلت معها كل تفاصيل المخطط الإرهابي.
وانكشفت حقيقة وطبيعة التنظيمات الإرهابية المنحدرة من عباءة الإخوان المسلمين متحولة بالتدرج عن المزيد من التوحش عبر تسميات وصفات مختلفة بدءاً من القاعدة وجبهة النصرة فتنظيم داعش، وعبرها كانت التنظيمات المتعددة كجيش الإسلام، وأحرار الشام والجبهة الشامية وغيرها، مما كان يشكل ؟ استبدال للتسميات فيما تبقى المسميات مركزة حول جوهر الإرهاب، فسقطت بالتأكيد مرة تلو الأخرى.
واليوم يتغير الاتجاه الدول، ويتبدل اتجاه البوصلة، فيضع المجتمع الدولي حداً للممارسات الإرهابية التي تقوم بها حكومات آل سعود وأردوغان وتحميها أجهزة استخباراتها ويخطط لها ساستها ويحرك عملاءها الإرهابيين على امتداد الساحة السورية، وبهذا تبدأ مرحلة المراقبة والضبط لكل تلك الممارسات الإرهابية وتضع الحكومات أمام مهمات إثبات المصداقية والالتزام بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ولم يكن الأمر سهلاً في الوصول إلى إصدار قرارات أممية تستجيب للمطالب الحقيقية للشعب السوري، فقد كانت المحاولات المؤامراتية تستهدف سرقة خيار الشعب الحقيقية وذلك من خلال ادعاءات وأكاذيب روج لها الإعلام المعادي بتسمية شخصيات مصنعة وإعطائها صفة المعارضة، فيما هي في الواقع شخصيات عميلة أو إرهابييون أعطيت لهم إمكانيات ومقدرات دولية، وفتحت أمامهم شاشات وقنوات كبيرة في محاولات لانتزاع قرار الشعب السوري.
لكنها الحتمية السورية المحمولة على عاتق جنودنا ومقدراتهم، فكان صمودهم سبباً أولياً ممهداً لتجاوز أبعاد المؤامرة، وإسقاطها والحفاظ على بنية الدولة بالرغم من حجم العدوان العسكري والسياسي والدبلوماسي والإعلامي المركب والمعقد في ظل موقف غربي وأميركي يحمل أكبر أشكال العداء باعتباره المخطط الأساس للعدوان تحقيقاً لأهداف الصهيونية وكيان العدوان.
وإذ تسقط المشاريع المؤامراتية كلها، فإن البناء السوري يبدأ عمله الفاعل من خلال الإصرار على السيادة الوطنية الكاملة، فلا أحد يقرر مستقبل سورية غير أبنائها ذلك أن الصمود المعروف للشعب والجيش والحكومة كان العامل الوحيد الذي شكل جوهر الوقوف إلى جانب سورية، فهي دولة جديرة بالسيادة ’ وهي تستحق الحياة الأمر الذي قدم دلائل وبراهين أكيدة للأصدقاء الذين أيقنوا أن وقوفهم مع الحق السوري يحمل النصر والانتصار لهم، فالصمود الأسطوري - غير المسبوق كان مؤشر النصر.
فالحق الوطني لسورية تمت صيانته وحمايته بعزيمة وصمود وتضحية واستعداد مستمر للفداء بصورة أعطت العالم نموذجاً للدفاع عن الوطن أمام أعتى وأخطر عدوان تآمري شهده التاريخ فيستمر السوريون في مهمتهم التي لاتنتهي يحاربون الإرهاب ويتعاونون مع المجتمع الدولي في هذه المهمة، فيما العمل على المسار السياسي محكوم بالحفاظ على الثوابت الوطنية، وهي الناظم المحافظ على وحدة الوطن وسيادته.