تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معارضة أم مناوءة

إضاءات
الأثنين 21-12-2015
د.خلف علي المفتاح

لم ترتكز ما يطلق عليها قوى المعارضة الخارجية في يوم من الأيام إلى مرجعياتها الوطنية التي يفترض أن يكون الشعب السوري في إطار أي مطلب أو هدف أو منهج

وكانت دائماً ومنذ أن طفت على السطح تعتمد على العامل الخارجي أو الإرهاب الداخلي وسيلة لتحقيق ما تحلم بتحقيقه وهو الوصول إلى السلطة بأي ثمن كان، وتحت أية شروط كانت ولو على حساب ثوابت الوطن وسيادته ولعل قناعتها بعدم امتلاكها الحيّز الاجتماعي الواسع هو الذي يجعلها تتهرب من أية عملية سياسية تعتمد الشعب السوري مرجعية لها عبر الآليات الديمقراطية المعمول بها في أغلب دول العالم من هنا نراها راهنت وتراهن على فائض القوة الخارجي العسكري والاقتصادي والسياسي لتحقيق ذلك الهدف ما يعني أنها تضم مناوئين للسلطة الوطنية السورية وليست معارضة بالمعنى السياسي.‏

إن من يحلل الحدث السوري بإمعان يكتشف حقيقة أن من يعارض السلطة الوطنية والنظام السياسي في سورية هي في غالبيتها قوى خارجية ناصبتها العداء منذ عدة عقود في إطار الصراع القائم في المنطقة وحالة الاصطفاف الدولي الحاصل حولها ولاسيما ما تعلق منه بالقضية الفلسطينية ووجود الكيان الصهيوني الذي كان يسعى دائماً أن تصبح قضية فلسطين في الصفوف الخلفية في إطار دائرة الاهتمام الرسمي والشعبي على مستوى المنطقة العربية والسعي الحثيث لخلق مشاكل داخلية لكل بلد عربي خاصة تلك البلدان التي ناصبت الكيان الصهيوني وحُماته في الغرب العداء وفي المقدمة من ذلك سورية التي شكلت على الدوام خط المواجهة الأول بمواجهته ورأس الحربة في محور المقاومة.‏

إن هدف القوى التي تدعم ما يسمى «المعارضة السورية» لا يمكن أن يكون خدمة لمصالح الشعب السوري على الإطلاق، وإنما كان على الدوام العمل على استنزاف الحالة السورية وتدمير بنية الدولة وعناصر قوتها بهدف إخراجها من معادلة الصراع العربي الصهيوني وما يعني نجاح المشروع الصهيوني في تحقيق أحلامه التوسعية وطي ملف الصراع إلى الأبد لجهة أن جبهة الشمال كانت على الدوام في الذاكرة الجمعية اليهودية مصدر الخطر على وجود واستمرار ذلك الكيان الغاصب لذلك نرى العدو الصهيوني وعبر أدواته وحُماته في الغرب وتوابعهم السياسية في المنطقة هم من يدفع بالأمور في الساحة السورية إلى مزيد من العنف والإرهاب لتوسيع مساحة بركة الدم السورية وزيادة أعداد السابحين فيها من إرهابيين وعتاة إجرام وقتْل.‏

إنه ليس من قبيل المصادفة كلما لاح أفق لبداية حل سياسي للأزمة يحدث تحوّل دراماتيكي في سياقاتها يعيد خلط الأوراق والعودة إلى المربع الأول وهذا ما لاحظناه منذ حادث إسقاط الطائرة الروسية وما تبعه من تصعيد عسكري وسياسي والدعوة المشبوهة كانت وراء انعقاد مؤتمر الرياض لما يسمى «المعارضة السورية» وما انبثق عنه من خلاصات تدفع باتجاه التصعيد ومزيد من العسكرة والتعقيد وعرقلة الحلول السياسية في لعبة تبادل أدوار بين أطراف العدوان على الشعب السوري تريد أن تجعل من هكذا مظاهر إعلامية تشكيل الانطباع لدى الرأي العام العالمي بأن تلك القوى تسعى للحل السياسي بينما يقف النظام السياسي في سورية وداعميه بمواجهة ذلك بهدف إفشاله وهو ما جاء على لسان وزير الخارجية الأميركية جون كيري قبل يومين في خطاب له أمام إحدى الجمعيات اليهودية في أميركا.‏

إن مسلسل الخداع والكذب والتضليل الذي تمارسه قوى العدوان على الشعب السوري لم يعد ينطلي على أحد، فالغايات والأهداف الحقيقية لتلك القوى أصبحت بمتناول الجميع ويدركها السوريون قبل غيرهم ما يعني أن حبل الكذب لن يستمر طويلاً وستعود الأمور إلى حيث يجب أن تكون.. فالجيش العربي السوري وقوى المقاومة الشعبية مُسيَّجان بوعي الشعب وحكمة وصلابة القيادة السورية ماضون في طريق الانتصار والعودة بسورية إلى حالة الأمن والاستقرار والبناء مهما اعتقد أو توّهم معسكر العدوان والإرهاب أنه ماض في الطريق الذي رسمه وقادر على تحقيق الأهداف الشريرة التي سعى إليها.‏

khalaf.almuftah@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11144
القراءات: 971
القراءات: 735
القراءات: 878
القراءات: 754
القراءات: 821
القراءات: 834
القراءات: 804
القراءات: 870
القراءات: 810
القراءات: 810
القراءات: 800
القراءات: 827
القراءات: 860
القراءات: 889
القراءات: 877
القراءات: 931
القراءات: 939
القراءات: 886
القراءات: 939
القراءات: 869
القراءات: 901
القراءات: 924
القراءات: 966
القراءات: 1096
القراءات: 1118

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية