ومع أنني لست شغوفاً بالأبراج والتوقعات صدقت أو كذبت، إلا أنني أتفق مع العراف الأميركي في انهيار أوروبا بطريقة مختلفة خلال السنوات القادمة.. إن :
إن واصلت تبعيتها السياسية العمياء لأميركا، إذ ما إن يضرب طبل في أميركا حتى تردد أوروبا صداه، وسياسات فرنسا ساركوزي وهولاند إزاء سورية دليل قاطع.. مع أن أميركا رغم تفوقها العسكري هي التابعة حضارياً لأوروبا!
هذا عيب الأنظمة الرأسمالية المستعدة لبيع أي شيء في سبيل الربح وصندوق الانتخابات، فعباءة نفطية واحدة بالنسبة إلى هذين الرجلين تساوي كل تراث روبسبيير وجان ماري في الحرية والعدالة والمساواة وحتى امبراطورية نابليون بونابرت!
دولة عظمى مثل بريطانيا تولت إنشاء جماعة الاخوان المسلمين منذ عقود لا تزال تدعي اليوم التفكير بأن «الإدراك الدولي يتزايد حول الطبيعة العنيفة لهذه الجماعة» فيما يضيف رئيس وزرائها كاميرون بأن: «الاخوان على علاقة غامضة بالتطرف العنيف»!!.
وليست ألمانيا أفضل حالاً، فقد قدمت المعلومات الاستخبارية للإرهابيين في سورية طيلة سنوات.. ثم وجدت في اللاجئين السوريين إليها «هدية رائعة» كما قال أحد وزرائها.. فقط لأنهم يد عاملة مدربة ورخيصة؟
إذا كان ثمة انهيار أوروبي قريب أو بعيد فليس لأن العرافين قرؤوا الغيب، بل لأن التعامي والنفاق.. فضلاً عن التبعية لأميركا.. بات سياسة أوروبية دون أي رسالة؟