تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التراجع في اللهجة

معاً على الطريق
الاثنين 1-7-2019
مصطفى المقداد

   لم تأت مخرجات قمة العشرين في أوساكا اليابانية وفق توقعات المراقبين، فقد ذهبت جميع توقعاتهم إلى أن القمة ستكون عاصفة في ظل حالة التوتر والحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، والتوترات الجيوسياسية على المستوى العالمي.

 ورغم أن التوقعات استبعدت حتى صدور بيان ختامي، فإن ذلك البيان جاء هادئاً مخالفاً لجميع التوقعات، فهل يعني ذلك تغيراً وتبدلاً حقيقيين على مستوى العلاقات الاقتصادية أولاً، وبالتالي على مستوى العلاقات السياسية المتوترة ثانياً؟‏‏

 لقد كانت مجريات القمة وفصولها وما نقلته الصور الفوتوغرافية والتلفزيونية كفيلة بالحديث عن الحقيقة التي حكمت لقاءاتها، وحددت مستقبل العلاقات الدولية، فالصورة التذكارية أوحت بمدى حجم التمدد الأميركي المستمر، إذ إن وجود محمد بن سلمان إلى جانب الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني إنزو آبي والتساوي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعني أن الإدارة الأميركية ما زالت مستمرة في سياستها المتسلطة المتغاضية عن الاتهامات الرسمية الأميركية للسعودية في انتهاكاتها لحقوق الإنسان ودور ابن سلمان فيها، ليزيد فوق ذلك في تصريحاته التي تتحدث عن العلاقة الممتازة مع السعودية واصفاً إياها بالشريك الأكبر مع بلاده.‏‏

 وتبقى القمم الأميركية الثنائية مع كل من روسيا والصين وتركيا محددات أخرى لمستقبل العلاقات الثنائية وما ستتركه من تأثير  في العلاقات الدولية، فالخلاف مع تركيا بشأن صفقة الصواريخ الروسية إس ٤٠٠ تم تبريره من جانب ترامب شخصياً، لتنتهي هذه الأزمة خلافاً لموقف البنتاغون، وبالتالي تحقيق انفراج بسيط في العلاقات مع روسيا.‏‏

 وبالنسبة للصين فقد كان الانفراج الشكلي في السماح للشركات الأميركية بمعاودة التواصل مع شركة هاواوي الصينية مع الإبقاء على الرسوم الجمركية المفروضة سابقاً على البضائع الصينية.‏‏

 فترامب أعطى وعوداً وأحاديث شكلانية محتفظاً بجوهر الإجراءات والقرارات التي تعكس حقيقة المضي في سياسة محاولة السيطرة على كل مقدرات الاقتصاد العالمي، والتحكم في مسارات السياسة الدولية.‏‏

 وفي النهاية فإن ترامب قد خرج بأكبر قدر ممكن من النجاحات ليعقد أطول مؤتمر صحفي خلال فترة رئاسته الحالية لنحو خمس وسبعين دقيقة مغادراً إلى كوريا بلقاء حميمي مع الرئيس كيم جونغ أون، ليؤكد مجدداً استمرار العقوبات الأميركية على كوريا الديمقراطية، ما يعني أن السياسة الأميركية ستمضي وفق برنامجها وأجندتها ومنها سورية، إذ تم الطلب إلى الرئيس بوتين عدم القيام بعملية عسكرية واسعة في إدلب ، وكرر أمام أردوغان عدم محو الكرد على الحدود وفق تعبيره، فالأيام القادمة ستأتي محملة بالأبعاد العدوانية لواشنطن، وهو ما ستكون سورية متيقظة له على جميع المستويات.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 963
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1043
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1089

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية