تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الانتهازية السياسية والوضاعة الأخلاقية

البقعة الساخنة
الخميس 6-12-2012
خالد الأشهب

ثمة طيف أو أطياف من فصائل المعارضة الداخلية في سورية , لطالما كانت , وأعتقد أنها ستظل , خارج حسابات الشارع واستقطاباته وخارج معظم ما يتطلع إليه السوريون من أمن واستقرار

من جهة أولى وعدالة وديمقراطية وتعددية من جهة ثانية , إذ على الرغم من أن جماهير هذه الأطياف الضحلة تعجز أن تملأ زقاقاً في مدينة سورية , إلا أنها تصر على الحذلقة السياسية والتنظير الأعمى لما يجري في سورية وكأنها تعيش في كوكب آخر , فلا تريد أن ترى ولا تريد أن تسمع سوى هواجسها الذاتية المغلقة على ميول انتقامية ونزعات انتهازية , في تفسير الكيفية والأهداف التي توافد فيها آلاف المرتزقة من المتطرفين الإرهابيين من كل اتجاه صوب سورية للقتال فيها وتحصيل ما يمكن تحصيله من حوريات الجنة !‏

وعلى الرغم من أن هذه الأطياف التي ارتفعت أسعار أسهمها السياسية فجأة وعبر بنك الدم السوري المسفوح غدراً وقتلاً وإرهاباً , لا تترك فرصة إلا وتزايد فيها بالدولة المدنية التعددية الديمقراطية وبحقوق الإنسان والحريات , وعبر « تنسيق » ما عجزت عن تنسيقه طيلة عقود مضت , إلا أنها , وهي المدعية ليل نهار حمل ألوية المدنية والتعددية , لا ترى في القتلة والمجرمين الإرهابيين من قاعديين ووهابيين وسلفيين القادمين من كل حدب وصوب .. سوى نتيجة للعنف المشروع الذي تمارسه الدولة ضدهم في الدفاع عن وطنها ومواطنيها .. رغم فصائلهم المتكاثرة كما الفطر في الداخل السوري , ورغم العلنية التي يجاهرون بها في إنشاء الإمارات الإسلامية هنا وهناك وآخرها عصابة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتشكلة في حلب على سبيل المثال !!‏

هذه الأطياف المعارضة , ونتيجة إدراكها المسبق والمضمر وغير المعلن , بأنها عاجزة شارعياً ومشروعاً سياسياً معاً , وبالتالي , عاجزة ديمقراطياً وأمام أي صناديق انتخابات قادمة, واستباقاً لافتضاح أمرها وانكشاف عورتها السياسية, فإنها ترى ما ترى من سوء النظر والتنظير معا , وتحاول , بعد إسقاط الأولوية الوطنية , أن تلعب لعبة انتهازية رديئة ووضيعة أخلاقياً على الأقل .. قبل وضاعتها السياسية والوطنية ؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2185
القراءات: 2089
القراءات: 2511
القراءات: 2460
القراءات: 2241
القراءات: 2606
القراءات: 2555
القراءات: 2490
القراءات: 2260
القراءات: 2582
القراءات: 2795
القراءات: 2691
القراءات: 2384
القراءات: 2844
القراءات: 2909
القراءات: 2996
القراءات: 2781
القراءات: 3156
القراءات: 3109
القراءات: 3210
القراءات: 2610
القراءات: 3079
القراءات: 3565
القراءات: 3330
القراءات: 3386

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية