يسأل سوري: كيف عرفت الكذبة ؟ ويجيبه سوري آخر: من فحشها.
فحش التفوق الإعلامي إلى درجة السيطرة الكاسحة، شوه الحقائق بصورة دفعت كثيرين للسؤال عن حقيقة الأمر، في هذا الإطار جاءت إشارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالأمس: إن انهيار الهدنة كان بسبب طرفي الصراع.
هذا نصف الحقيقة.. والحقيقة الكاملة الموضوعية يعرفها جيداً السيد كيري، يعرف الواقع المتروك ليفتك بكل مشروع لوقف إطلاق النار وتبعاً له كل مشروع لمحادثات سلام، هنا كلمة السر... لا يمكن أبداً الحصول على هدنة حقيقية ثابتة تخدم توجهات وأهداف سياسية ما لم تحدد أطراف القتال المشروع «مع الإرهاب» وغير المشروع، يعني هي الحقيقة التي كشفوها وعرفوها واليوم خبروها، المتمثلة بتحديد المنظمات الإرهابية التي يجب قتالها وبالضرورة قتال من يتحالف معها أو يغطيه ويتغطى بها، من يوم عرفوا هذه الحقيقة بفعل الإصرار الروسي، وجهوا لها سهماً خارقاً إذ قرروا أن الأردن هو الذي سيحدد المنظمات الإرهابية !!!.. فأين هو البيان الأردني حول هذه المهمة؟؟!.
القضية ليست تحديد المنظمات الإرهابية وحسب... أصل الاتفاقات في فيينا وفي جنيف، أن لا مواقف حيادية أو معتدلة في مسألة محاربة الإرهاب.. أبداً.. فكل قوة مسلحة خارج المعسكر الإرهابي عليها أن تقاتل الإرهاب ولا يكتفى بحياديتها..
لننتبه الآن.. أن ذلك يلزمها بالتحالف مع الجيش السوري في محاربة الإرهاب... وإلا كيف تتحول القوى السورية إلى قوى متعاونة لتحرير البلاد من الارهاب ؟؟!
لنفترض أن في هذا الكلام ما هو سابق على أوانه.. هل من السابق على أوانه اتخاذ كل الخطوات لمحاصرة داعش والنصرة ومنعهما، أو منع أي منهما، من التلطي خلف تحالفات مع منظمات غير مصنفة ؟!.
كلمة السر التي يستغلها الإعلام المعادي لسورية لقلب الحقائق والعودة دائماً بالحالة السورية إلى مربعها الأول، هي حقيقة الموقف الدولي والإقليمي من داعش والنصرة ومن الإرهاب عموماً، القوى الإقليمية والدولية والمحلية المعادية للحكومة السورية لم تستنفذ بعد رهاناتها على داعش والنصرة.. أبداً..
عندما يقف سياسي دولي أو إقليمي ويعلن رهانه على إسقاط النظام السوري... على من يراهن ؟ على جحافل الجيش الحر...؟!
من كيري وفي خدمته نبع لا ينضب من المعلومات والبحوث والاستنتاجات.. مروراً بأروبا ومقدرتها الأكيدة في كشف الحقائق.. وانتهاء بجبير ونبع الغباء والكذب والرياء... كلهم يعرفون أنه بغياب النصرة وداعش لا يبقى من يمكنه أن يقف في وجه الجيش السوري إلا إلى حين، وتكون الأمور محسومة.
على ماذا تراهن سورية إذاً فتقبل بكل هدنة ومسعى لوقف القتال وخوض غمار المحادثات السياسية...؟
على أن يقر الجميع بالحقائق التي يدركونها.
As.abboud@gmail.com