وخلال السنوات الست الماضية استخدم القانون لحظر 22 كتاباً تناول معظمهاأحداث انقلاب عام 1965 ... هذا انتصار لحرية التعبير!
في مهرجان بيروت الدولي للسينما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم (شو صار) الذي منعت الرقابة اللبنانية عرضه, فالتفت اللجنة على منع العرض جماهيرياً بالاكتفاء بعرضه على لجنة التحكيم... هذا أيضاً انتصار لحرية التعبير!
أما أصداء منع عدد من الكتب في معرض الكتاب في الكويت مؤخراً فما زالت مستمرة, وهذا ما يحدث غالباً في معظم معارض الكتب في عالمنا العربي.
في مقال لياسمينا جريصاتي مديرة موقع «مبتدأ وخبر» المتخصص بخدمة الكتاب في العالم العربي تؤكد أن رواية (برهان العسل), التي منعتها الرقابة, باعت 80000 نسخة في إيطاليا, رغم أن أي كتاب لا يبيع أكثر من 2000 نسخة في أفضل حالاته, فهل نجحت الرقابة في منعه من التداول, أم أنها زادت من شعبيته؟ الأمر ينطبق على كثير من الأعمال الأدبية الممنوعة.
اتخذت العلاقة بين الدولة والمواطن في سورية شكلاً جديداً, إذ قررت الحكومة إلغاء العناية الأبوية التي مارستها زمناً طويلاً, وطالبتنا بعلاقة أخوية تشاركية, يتحمل فيها المواطن بعض الأعباء, لكن ذلك لم ينسحب على نواحٍ جوهرية هامة كالرقابة, فما زالت تمارسها دون تشاركية معنا, هنا بالذات تصر على لعب دور الأب في توجيه أبنائه مع أن معظمهم يقضي الليل في شوارع الفضاء للقفز فوق توجيهاتها الرصينة خوفاً عليهم من فيروسات الكتب!!