مفاوضات.. أم حوارات
البقعة الساخنة الخميس 30-11-2017 مصطفى المقداد أعتقد أن ثمة عمليات تجاذب ستبقى تحكم آليات التفاوض في جنيف ، باعتبار تلك المفاوضات تعكس المواقف الدولية وليس حقيقة حوار مفترض ما بين حكومة ومعارضة بشأن اختلافات ومواقف متباينة من قضايا وطنية ،
فما حدث ويحدث في جنيف بعد ثماني جولات ما زال يراوح في المكان نظراً للمواقف الدولية الداعمة لمجموعة من الشخصيات التي تقدمها كممثل للمعارضة السورية فيما هي في الواقع تمتثل لأوامر وتوجيهات وطلبات الأجهزة الأمنية التي تعمل لديها ، وهي قد سبق لها توظيفها منذ فترات سابقة لتلعب دوراً مطلوباً في توقيت محدد ومكان معين ، وهي قد قامت بهذه الأدوار بكثير من الخضوع دون أن تستطيع الوصول إلى تحقيق الأهداف ، ما يعني أنها تنفذ المهمات المطلوبة دوماً ولو كانت النتائج فاشلة .
واليوم إذ تتنازع قوى الجذب ما بين جنيف وأستانة وصولاً إلى سوتشي وانتهاءً بدمشق في النهايات بالتأكيد فإن الأمر سيبقى على حاله يفرز شخصيات بأسماء جديدة لكنها لا تمثل أي جزء من الوطن ولم يكن لها في أي يوم من الأيام ذلك التمثيل المسروق ، وهي اليوم تنفذ تعليمات ما كان لها أن تنفذها لولا المتغيرات في السياسة الدولية الحاصلة وفقاً للإنجازات والانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري الباسل على مدى السنوات السابقة ، وهو قد فرض وقائع وحقائق أجبرت العالم كله على تغيير مواقفه واعترافه بشكل مباشر أو بصورة ضمنية أن سورية عصية على الهزيمة ، وبالتالي لا بد من البحث عن آلية للحوار وتشجعيها ( جدياً أو تمثيلاً) بما يحفظ مكانة الدول العظمى التى اتخذت مواقف غير محسوبة العواقب ، وأطلق زعماؤها تصريحات كبرى وأصدروا تهديدات تبين أنها لم تكن أكثر من صرخات جوفاء في وديان تردد الصدى دون أن تحدث تأثيراً ما ، وبذلك تتضح صورة الدعم الشكلاني لمسارات التفاوض باعتبارها تعكس مواقف الحكومات والأنظمة ، بينما توضع العصي في عجلات الحوار ومساراته سواء كانت في سوتشي المنتظر ، أو كانت فوق الأراضي السورية ، والسبب بسيط للغاية وهو القناعة المتأصلة أن أبناء سورية العربية قادرون وحدهم على الاتفاق والتفاهم ووضع الصورة المثلى لمستقبلهم فيما إذا تركوا وحدهم دون تدخل خارجي وهو أمر سيتحقق في النهاية رغم كل أشكال العدوان والقتل والتخريب التي لم تقو على قتل جذوة الوجدان الوطني.
|