السعودية حليف لأميركا، (قسد) حليف لها، وتركيا أيضاً لتطول قائمة الحلفاء في منطقتنا والعالم، وليغرق جميع من تضمهم القائمة بوهم لا يرغب أي منهم بالتحرر منه رغم معرفة أغلبيتهم الحقيقة كلها، فضلاً عن أن أحداً لا يريد أن يتعلم من دروس التاريخ والسياسة والجغرافيا التي تؤكد أن أميركا دولة لا حُلفاء لها، حتى إسرائيل!.
في الخطاب السياسي والإعلامي تستخدم الولايات المتحدة الكثير من المفردات التي تشير إلى علاقة تربطها، أو إلى تحالف يجمعها ويشدها، لدولة لجماعة لكتلة أو لتيار هنا وهناك، لكنها تستخدم هذه المفردات في إطار الاستهلاك لا في صميم المعنى، إذ لا حلفاء لأميركا وإنما أدوات لها وظيفة مُحددة وصلاحية تنتهي بانتهاء المدة التي يتحقق فيها غرض الاستخدام أو لا يتحقق، فيجري بالحالتين رمي الأدوات أو تطويرها لأداء مهمة جديدة.
حتى إسرائيل ليست حليفاً لأميركا؟ نعم حتى إسرائيل، ذلك أنّ الوقائع لا الخطابات والمفردات المُستهلكة تُثبت أنّ ما بين أميركا وإسرائيل علاقة التزام، هي بكل المقاييس أعمق من أي تحالف وأقوى من أي رابط وارتباط، وبالتالي فلا ينطبق على علاقتهما ما يُشار له في الخطابات الإعلامية والسياسية الثنائية بمناسبة وبغير مناسبة لقيام تحالف بينهما.
إسرائيل الاستثناء الوحيد، ودونها فما من حليف لأميركا القوة الأسطورية التي تتطلع لإخضاع العالم والسيطرة عليه بكل ما للكلمة من معاني السيطرة التي تسعى لها واشنطن وتريد تحقيقها باستخدام وإدارة القوة التي تمتلكها ولا تُسخرها إلا في اتجاه تلبية مصالحها وخدمة مخططاتها في الهيمنة، وباتجاه حماية إسرائيل وضمان أمنها وتفوقها إيماناً بالمقولات التلمودية والتوراتية المزعومة.
كل الواهمين المُتوهمين عبر التاريخ الذين اعتقدوا ويعتقدون بأنهم يرتبطون بعلاقة تحالف مع أميركا، هل يستطيع أحدٌ منهم أن يدل على حالة واحدة عملت فيها الولايات المتحدة على مساعدته بتحقيق مصلحة خاصة به مهما يكن من أمرها، أو سعت لتحقيق مسألة تعنيه مباشرة اقتصادية كانت أم سياسية، أي قدمت فيها أميركا له يد العون والمساعدة كحليف، أم أنها قامت بذلك لأنها ترى بهذه المصلحة أو تلك المسألة ما يجعل منه أداة تخدم استراتيجيتها فيكون جزءاً منها له من الأهمية المُؤقتة مقداراً مُحدداً تُحدده فقط مصالحها وأطماعها؟.
الامبريالية الأميركية نظام قوة مُتوحش لا يؤمن بالتحالفات، ولا بعلاقات الصداقة، ولا يُقيمها مع أحد لأنه لا يعترف بالآخر نداً له، وإذا كان النظام الأوروبي المُتفوق، والقوة الرأسمالية الاستعمارية، يعاني النظرة الأميركية الاستعلائية، وقد اكتشف خديعة مقولات الحلف والتحالف معها مرات من دون أن يتمكن حتى من محاولة التحرر من الهيمنة الأميركية، فأي غباء مُستفحل ذاك الذي يفعل فعله بمن لا وزن لهم من الكُرد الانفصاليين، وحُثالات ائتلاف الدوحة ومجلس اسطنبول المُقيمين بالرياض، والأعراب الجَهَلة، الذين يتوهمون ويستقوون بأميركا كحليف.. وقد باعت رخيصاً أمثالهم عند أول اختبار، وخلت بسواهم مع انتهاء صلاحية استخدامهم!.