كان قد تم التمهيد لهذا العقد بقصف نظري عنصري (نهاية التاريخ وصراع الحضارات) لسياسات أو بالأحرى حروب المحافظين الجدد الدموية وممثلها الأكثر فجاجة الرئيس بوش ، فما إن وقعت تفجيرات البرجين الغرائبية في أيلول، حتى انهالت هراوة الشرطي الأمريكي على العالم أجمع من دون الحاجة إلى الحد الأدنى من التبرير المنطقي أو الأخلاقي، سواء بالأصالة عن نفسه كما كان الحال مع احتلال العراق وأفغانستان أو عبر وكلائه كما الحربين على لبنان فغزة، وما بينهما من تهديدات وتشديد حصار وبلطجات ترهيبية لا تليق بدولة كبرى.
تفجيرات وحروب لم تغط على انهيارات أشد فتكاً ودلالة ، بدءاً من انهيار(أيه آي جي) عملاق التأمين الكوني وصولاً الى فاتحة الانهيارات البنكية بمصرف«ليمان براذرز» من دون أن ننسى الانهيار الفادح والفاضح لسوق الائتمان العقاري، ما أدى إلى رفع الغطاء عن أزمة بنيوية مستفحلة في أمريكا تتعلق بمستويات استهلاكها المرتفعة إنما غير المسنودة بمداخيل وإنتاج مناسبين.
استمر التغول الأمريكي بقضم أمان العالم ومنافعه، حتى مع وصول رئيس امريكي جديد شكل أيقونة للكثير من الحالمين، لا أدل على ذلك من الكارثة المحدقة بالعالم أجمع بسبب التعنت الامريكي في قمة كوبنهاغن للمناخ، حيث حوّلَ الحضور الأمريكي المؤتمر من كونه طوق إنقاذ الى كونه إعلاناً عن صاعق قد ينفجر في أي لحظة استهتار وهي واردة بالقياس إلى السلوك الأمريكي الذي وسم العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
مع العام الحالي نستهل العقد الثاني للقرن الحادي والعشرين فلنجعله أقل تعسفاً واستغلالاً وانحيازاً.
قد يبدو للبعض أن الدعوة لاتعدو كونها وهماً يتمسك به قليلو الحيلة والضعفاء أمام صمم الجبابرة، لكن اجمالاً سريعاً للنتائج الفعلية للجائحات السالف ذكرها مع النتائج المتوخاة تدل على الأثر السحري للإصرار، للعلنية، للمعرفة، لاحترام الكبرياء والذات المستقلة.
dianajabbour@yahoo.com