| مؤتمـر يمنـي.. لا دولــي الافتتاحية غوردون براون رئيس وزراء بريطانيا «دائماً فتّش عن موقف بريطانيا عندما تقول الغرب» يدعو إلى مؤتمر دولي عن اليمن، ويحدد له موعداً في نهاية الشهر الجاري.. يعني «مستعجل». والسؤال: هل نضج لديهم شيء عن اليمن أم هي تعويذة «المؤتمرات الدولية» وهدفها الوحيد إطالة الزمن على ما يجري كي ينضج على الأرض ما لم يعلن؟! لن نغوص إلى التفتيش عن «مؤامرة» لكنني كعربي أملك ما يحتاجه مواطن عادي من معرفة بالتاريخ.. أشعر توتراً في العقل والجسد إذ أسمع نغمة غربية تدعو لمؤتمر دولي ، سري أو علني، أو تستجيب لدعوة تتعلق بشأن عربي.. أتراها مناسبة أن نسألهم: ماذا حلّ بتوصيات مؤتمرهم حول غزة.؟ وبكثير من مؤتمراتهم، سرية وعلنية حول العراق.. وحول لبنان؟! هل نستطيع أن نعتبر واقع غزة الراهن تحت الحصار والصقيع والجوع والموت المجاني هدفاً لمؤتمر حولها عقد في شرم الشيخ؟! لقد حوّل العلم والتطور التقني العالم إلى قرية صغيرة.. لكن – وبكل أسف – بقي الشرق شرقاً.. والغرب غرباً.. وابتعدا كثيراً ولم يلتقيا. في ظل هذه الحقيقة «الراهنة على الأقل» لا يمكن لمن يرون أولوية دمائهم وأموالهم وحريات شعوبهم.. على دمائنا وأموالنا وحريات شعوبنا.. أن ينظموا مؤتمرات تخلص لقضايانا التي يأتمرون لأجلها..؟! حول اليمن!! ماذا يعني حول اليمن؟! إلى ماذا يهدف؟! كم مؤتمر حتى اليوم حول الشرق الأوسط؟! وآخرها سيئ الذكر «أنا بوليس». إلى أين أوصلتنا هذه المؤتمرات الدولية، اللهم إلا اكتشافنا حتمية عدم جدواها إن لم تُحدد لها منطلقات وأهداف مسبقة. ليس فيما أقوله مذكرة رفض لمؤتمر تدعو له دولة غربية.. إنما هو الرفض لأن يعقدوا مؤتمرات حول أوضاع بلداننا «مهما ساءت» ولهم منا مواقف لا تخفى على عين. يغضون النظر عما يجري في غزة.. في فلسطين.. في العراق.. في مسألة السلام.. في اليمن نفسه ثم يدعون لمؤتمر دولي.. وهكذا.. قضية وراء قضية.. ومسألة وراء مسألة.. تصبح كل قضايانا ومسائلنا مدولة.. فماذا يبقى منّا ومن استقلالنا؟ نحن لسنا ضد المساعدة لحل مشكلة في اليمن وغير اليمن.. بل هي مساعدة ممكنة ومطلوبة عندما تخلص النيات وتصح العزائم.. فنعامل بما نستحق من حقوق الأمن والسلام وإنهاء الاحتلال والمساواة أمام المواقف الغربية. يعني.. ماداموا يسكتون عن كل السلوك الإسرائيلي.. كيف نثق بهم فنسلّم لهم «اليمن» في مؤتمر دولي. إلى ماذا نركن؟ إلى الديمقراطية الغربية والعدالة والحرية والمساواة هناك؟ أبموجب ذلك وجد القضاء الأميركي أن منظمة بلاك ووتر القذرة كاسمها لا تستحق عقوبة على قتلها 17 عراقياً؟! نريد أن نثق بهم.. نريد أن نعيش معهم في عالم يصغر ليصبح قرية.. نريد أن نلتقي شرقاً وغرباًَ.. لكن.. يبدو أن اللقاء ليس سهلاً بين الاجتياح الرأسمالي المتوحش ودول كادحة تسعى لإقامة أمنها وسلامها واستقلال قرارها. من الجانب الآخر.. أليس من المحزن أن تدعو صاحبة «الفضائل» بريطانيا لمؤتمر دولي حول اليمن؟! ونتوزع نحن العرب بين المرحّب والصامت والرافض!! أين المؤتمر العربي من أجل اليمن..؟! وإذا كان اليمنيون يخشون مؤتمراً عربياً «لهم الحق في ذلك» فلماذا لا يعقدون مؤتمراً يمنياً عن اليمن؟! أليسوا الأحرص على بلدهم وأمنهم..؟!
|
|