تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مؤتمـر يمنـي.. لا دولــي

الافتتاحية
الأحد 3-1-2010
بقلم رئيس التحرير أســـــــــعد عبـــود

إذاً، الغرب يرى أن الوضع في اليمن يحتاج إلى مؤتمر دولي..!!

غوردون براون رئيس وزراء بريطانيا «دائماً فتّش عن موقف بريطانيا عندما تقول الغرب» يدعو إلى مؤتمر دولي عن اليمن، ويحدد له موعداً في نهاية الشهر الجاري.. يعني «مستعجل».‏

والسؤال:‏

هل نضج لديهم شيء عن اليمن أم هي تعويذة «المؤتمرات الدولية» وهدفها الوحيد إطالة الزمن على ما يجري كي ينضج على الأرض ما لم يعلن؟!‏

لن نغوص إلى التفتيش عن «مؤامرة» لكنني كعربي أملك ما يحتاجه مواطن عادي من معرفة بالتاريخ.. أشعر توتراً في العقل والجسد إذ أسمع نغمة غربية تدعو لمؤتمر دولي ، سري أو علني، أو تستجيب لدعوة تتعلق بشأن عربي.. أتراها مناسبة أن نسألهم: ماذا حلّ بتوصيات مؤتمرهم حول غزة.؟ وبكثير من مؤتمراتهم، سرية وعلنية حول العراق.. وحول لبنان؟!‏

هل نستطيع أن نعتبر واقع غزة الراهن تحت الحصار والصقيع والجوع والموت المجاني هدفاً لمؤتمر حولها عقد في شرم الشيخ؟!‏

لقد حوّل العلم والتطور التقني العالم إلى قرية صغيرة.. لكن – وبكل أسف – بقي الشرق شرقاً.. والغرب غرباً.. وابتعدا كثيراً ولم يلتقيا.‏

في ظل هذه الحقيقة «الراهنة على الأقل» لا يمكن لمن يرون أولوية دمائهم وأموالهم وحريات شعوبهم.. على دمائنا وأموالنا وحريات شعوبنا.. أن ينظموا مؤتمرات تخلص لقضايانا التي يأتمرون لأجلها..؟!‏

حول اليمن!!‏

ماذا يعني حول اليمن؟!‏

إلى ماذا يهدف؟!‏

كم مؤتمر حتى اليوم حول الشرق الأوسط؟! وآخرها سيئ الذكر «أنا بوليس».‏

إلى أين أوصلتنا هذه المؤتمرات الدولية، اللهم إلا اكتشافنا حتمية عدم جدواها إن لم تُحدد لها منطلقات وأهداف مسبقة.‏

ليس فيما أقوله مذكرة رفض لمؤتمر تدعو له دولة غربية.. إنما هو الرفض لأن يعقدوا مؤتمرات حول أوضاع بلداننا «مهما ساءت» ولهم منا مواقف لا تخفى على عين.‏

يغضون النظر عما يجري في غزة.. في فلسطين.. في العراق.. في مسألة السلام.. في اليمن نفسه ثم يدعون لمؤتمر دولي.. وهكذا.. قضية وراء قضية.. ومسألة وراء مسألة.. تصبح كل قضايانا ومسائلنا مدولة.. فماذا يبقى منّا ومن استقلالنا؟‏

نحن لسنا ضد المساعدة لحل مشكلة في اليمن وغير اليمن.. بل هي مساعدة ممكنة ومطلوبة عندما تخلص النيات وتصح العزائم.. فنعامل بما نستحق من حقوق الأمن والسلام وإنهاء الاحتلال والمساواة أمام المواقف الغربية.‏

يعني.. ماداموا يسكتون عن كل السلوك الإسرائيلي.. كيف نثق بهم فنسلّم لهم «اليمن» في مؤتمر دولي.‏

إلى ماذا نركن؟‏

إلى الديمقراطية الغربية والعدالة والحرية والمساواة هناك؟‏

أبموجب ذلك وجد القضاء الأميركي أن منظمة بلاك ووتر القذرة كاسمها لا تستحق عقوبة على قتلها 17 عراقياً؟!‏

نريد أن نثق بهم..‏

نريد أن نعيش معهم في عالم يصغر ليصبح قرية..‏

نريد أن نلتقي شرقاً وغرباًَ..‏

لكن..‏

يبدو أن اللقاء ليس سهلاً بين الاجتياح الرأسمالي المتوحش ودول كادحة تسعى لإقامة أمنها وسلامها واستقلال قرارها.‏

من الجانب الآخر.. أليس من المحزن أن تدعو صاحبة «الفضائل» بريطانيا لمؤتمر دولي حول اليمن؟! ونتوزع نحن العرب بين المرحّب والصامت والرافض!!‏

أين المؤتمر العربي من أجل اليمن..؟!‏

وإذا كان اليمنيون يخشون مؤتمراً عربياً «لهم الحق في ذلك» فلماذا لا يعقدون مؤتمراً يمنياً عن اليمن؟!‏

أليسوا الأحرص على بلدهم وأمنهم..؟!‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

المهندس/محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 03/01/2010 15:11

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : يُلهون العرب ليغطّوا على إسرائيل وهي تلتهم الأرض ، وبهذا أقول : 1 - العراق لاهٍ في الاحتلال الأنجلو-أمريكي ، ونسي شيئاً اسمه فلسطين ؛ 2 - اليمن مشغول في حرب الشمال وشبهها في الجنوب والقراصنة قبالة شواطئه ؛ 3- دول الخليج العربي أوجدوا لها وللعرب عدوّاً جديداً اسمه إيران ! ويضاف إلى ذلك حرب السعودية في جنوبها ؛ 4 - الصومال من انهيار إلى آخر ؛ 5 - السودان بين مطرقة انفصال الجنوب وسندان دارفور ؛ 6 - مصر - أم الثمانين مليون نسمة - خوّفوها من إمارة إسلامية في غزّة ! 7 - أهل فلسطين إخوة أعداء في غزّة والضفة الغربية ؛ 8 - الأردن خائف من مؤامرة الوطن البديل ؛ 9 - لبنان يتنفس الصعداء ؛ 10 - الجزائر والمغرب والخلاف في دعم جبهة البوليساريو ؛ 11 - المغرب يغطّ في سبات عميق ، وعُمان تكاد ؛ 12 - ليبيا ما تزال تحت وطأة أزمة لوكربي ؛ وماذا بعد ؟ وكم من مؤتمر دولي نحتاج لمعالجة أزماتنا التي افتعلها الغير ؟!

جلال |  hasanpavlova@gmail.com | 04/01/2010 01:25

من وجهة النظر السورية باعتقادي أن قوة أي دولة عربية هي في اطار انتمائها العربي . الحل في اليمن لا يحتاج إلى مؤتمر دولي بل يتطلب إلى توافق يمني ومشاركة كل الأطراف المعنية فهذا يتطلب تضافر الجهود وتضامن العرب . سوريا تعارض استخدام القوة في حسم الخلافات بين الدول العربية . يجب على اليمن أن يتذكر الدور الذي لعبته سوريا مع المملكة العربية السعودية في توحيد اليمن واليمن يجب ألا يتوجس من أي دور ممكن أن تلعبه الدول العربية . من وجهة النظر السورية الصحوة الإسلامية هي تطور ايجابي وايران أصبحت دولة مواجهة وهي لا تلعب دورا سلبيا كما يصورها الغرب في الصراع اليمني اليمني وسوريا ليست قلقة أبدا من العلاقات مع ايران . في أي محادثات أوروبية سورية دائما يكون طرح نقاط في غاية الأهمية من وجهة النظر الأوروبية هي التنامي الأسلامي في المنطقة والصدام الفكري الأسلامي الغربي وكذلك المشاكل التي تعانيها مع تركيا و الدور الذي ممكن أن تلعبه سوريا. وأوروبا دائما ترى في سوريا قوة المنطق وهم يهابون من أي دور ممكن أن تقوم به سوريا يكون له تأثير ومد عربي وانحسار للدور الأمريكي . وعلينا أن نأخذ زمام المبادرة من أيدي الذين يريدون بنا سؤا قبل فوات الآوان.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية