وانما انطلق منها جميعا و من الارادة المشتركة لقيادتي البلدين حيث كان الوعي والتصميم على شراء المستقبل وبنائه.
هي ايام ومحطات للتاريخ سبقتها ايام ومحطات تاريخية اخرى فتحت وتفتح مرحلة جديدة من التعاون والتكامل الذي ربما يشكل انموذجا للعلاقات بين الدول لاسيما في المنطقة حيث يتشارك الجميع التاريخ والجغرافيا منذ الازل.
لا حواجز بين سورية وتركيا اليوم، وليس ثمة حدود تقف عندها علاقات التعاون المتنامية في جميع المجالات السياسية والاجتماعية ، الثقافية والاقتصادية ، ذلك ان استعراضا لواقع تطور هذه العلاقات يؤكد مصداقية القول والفعل، فارتفاع حجم التبادل التجاري بينهما الى ملياري دولار مؤشر مهم ، وتأسيس مجلس الشراكة السوري - التركي المنبثق عن اتفاقية منطقة التجارة الحرة خطوة مؤثرة، واقامة مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى تطور غير مسبوق.
ازالة الالغام وتنظيف الحدود منها تمهيدا لتنمية المناطق الحدودية وتوسيع برامج التعاون فيها هو مشروع رائد ربما يعكس وحده مدى الثقة المتبادلة والاهتمام المشترك بهذه المناطق الواعدة في مردودية الاستثمارات الزراعية الممكنة انطلاقا من كونها اراضي بكراً.
ربط السكك الحديدية حلب مغ غازي عنتاب وتشغيل الخط البحري بين مرسين واللاذقية وتشكيل مجموعة عمل مشتركة في مجال النقل واقامة محطة مركزية لتجميع السلع والبضائع في حلب ، والتعاون في مجالات الري ومنع تلوث الانهار وتبادل التجارب والخبرات وتشاطر المصادر الطبيعية، كلها خطوات نوعية ومؤشرات على الارادة والجدية في الارتقاء بالعلاقات الثنائية ومأسستها بما يجعلها لا تنغلق على اي حدود وتبقيها مفتوحة على الافاق المتجددة.
الاتفاقيات والوثائق ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون التي تزيد على الخمسين المنتظر توقيعها خلال انعقاد الاجتماع الاول لمجلس التعاون الاستراتيجي لاشك انها ستعزز مسيرة التكامل بين البلدين ، غير ان الامل كل الامل ان يتمكن مسؤولو البلدين من استثمار ساعات الايام القادمات في العمل الدؤوب لتحقيق الالق في علاقاتنا الاقتصادية الذي يساوي او يوازي الق العلاقات السياسية.
ali.na_66@yahoo.com