ومن ثم أصبح بطل الحرب وواحداً ممن حققوا النصر على النازية. ومع ذلك خسر الانتخابات بعد الحرب لأن لا شيء أزلياً، ولكل فرد طلقته، ولا بد أن يستهلكها ويأتي غيره..
لكل شخص وجه آخر ورؤى لا يعرفها الكثيرون، وذلك بسبب طغيان الوجه الأول على غيره.
كان تشرشل حكيماً. هو الذي قال: نهندس المدينة ثم تهندسنا. أي نرتب المكان ثم يفرض سلطته علينا ويؤقلمنا (سلطة المكان). وهو أول من رفع الإصبعين السبابة والوسطى شارة للنصر. مع أن الوسطى لها مهام أخرى. وهو الذي قال لسائقه مرة: لا تسرع لأني مستعجل. لأنه لو أسرع فقد لا يصل إلا لمقبرة الدحداح.
كان تشرشل يلح إلى درجة التوسل على روزفلت للدخول في الحرب إلى جانب الحلفاء، وكان روزفلت يماطل. كانت الإدارة الأميركية تريد الدخول في الحرب لكن متأخرة، أي بعد أن تكون تلك الدول قد أنهكت وتدخل بكامل طاقتها وتقطف ثمار النصر وتتحكم بالشروط وبالحصص من كعكة النصر. بينما الشعب الأميركي كان يرفض الحرب لأنه رأى ويلاتها وما حل بالشعوب.
علمت المخابرات الأميركية من زميلتها البريطانية بنية الطيران الياباني لمهاجمة القوات الأميركية في بيرل هاربر. لكنها لم تحرك ساكناً. كان بالامكان التصدي لليابانيين وتقليل الخسائر حتى العشر. لكنهم جعلوا اليابانيين ينزلون أفدح الخسائر بالقوات الأميركية، وهنا هب الشعب الأميركي كله مطالباً بدخول الحرب والثأر من اليابانيين. وهذا ما سعى إليه روزفلت وإدارته.
(تماماً كما حصل في تفجيرات سبتمبر) هذه هي العقلية الأميركية..
دخلت أميركا الحرب بكامل طاقمها، وأنهتها بقنابل هيروشيما وناغازاكي. حتى احتفالات النصر ومحاكمات نورمبيرغ كانت على الطريقة الهوليودية، وظهرت كأنها منقذة الحلفاء..
نعود لتشرشل: ذات مرة كان في الحمام وكان يتمرن على خطاب، فسمعته زوجته فنادته: هل تكلمني؟ قال لها: إني أكلم مجلس العموم.ومرة صب جام غضبه على مجلس العموم وقال: إن نصف أعضاء مجلس العموم لصوص. فقامت القيامة ولم تقعد، والكل بما فيهم الملكة طالبوه بالاعتذار. فاعتذر وقال: إن نصف أعضاء مجلس العموم ليسوا لصوصاً..