| المجرمـون.. مـرة أخـرى.. صفحة أولى إن كانت الأدوات لاتعلم فإن أسيادها ومحركوها يعلمون أنها ليست سورية التي تنجر إلى مواقع ومعارك يفتعلونها.. إن سر قوتنا هو في امتلاك أنفسنا عند الغضب. ماحدث أمس في لبنان من رشق ناري على حافلة سورية أودى بحياة مواطن سقط شهيداً، هو جريمة نكراء لن ينفع مقترفوها أنهم أدوات تؤمر من إسرائيل وتنفذ لمصلحتها. وليعلموا جيداً أننا نتوقع تحركهم. مايجري الآن في المنطقة، بل فيما يتجاوز حدود المنطقة من تألق سوري هو حصاد صواب المواقف ودقة السياسة وقوة الجرأة في الحق واستقلال القرار.. لايمكن أن يكون مرض ٍلقوى كثيرة تريد الهيمنة على المنطقة. اليوم وإذ المشروع الأميركي للسيطرة على المنطقة تحت يافطة الشرق الأوسط الجديد يعاني الفشل.. وإذ إسرائيل تعاني العزلة حتى حيث تنتشر رايات الصهيونية في الغربين الأوروبي والأميركي؟!. ثمة مؤشرات أنه لم يعد كل ما يحمل النجمة السداسية مقبولاً.. وإذ الصوت السوري يملك زخم الحقيقة وقوة الموقف.. فيقيناً أن هذه القوة لن تقف مكتوفة الأيدي. فشل المشروع الأميركي لشرق أوسط جديد.. لايعني تراجع فكرة الهيمنة والسيطرة كلياً عن المنطقة. وعزلة إسرائيل وفشل سياساتها لايعني أنها ستتوقف عن العدوان، وتحريك أدوات الجريمة. ليس في ذلك ما يخفى علينا.. ونحن له محتاطون.. منذ أكدنا أننا مع وحدة لبنان واستقراره واستقلاله وتوافق قواه لإقامة الأمن والسلم الأهلي في أرجائه، إنما كنا نستعد لمواجهة تحريك أدوات الجريمة للتآمر على سورية ومحاولة المسّ بأمنها، وأي مسّ بمواطن سوري أينما كان هو مسّ بأمن سورية. لبنان المستقر الآمن الذي يعيش في ظل القانون وسلطة دولته التي تمثل قواه الحقيقية، حيث العروبة والانتماء للوجود اللبناني التاريخي والجغرافي.. هو لبنان القادر على حماية أمنه، وصيانة علاقاته مع سورية. وإذ نتوج كل هذا التوجه بالاستقبال الحميم لرئيس وزراء لبنان، فإنه الموقف السليم أن يتابع السيد رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري موضوع حادثة إطلاق النار على الحافلة السورية، التي أدت إلى استشهاد المواطن السوري عبد الله عبد الواحد. وإذ هبت قوى الأمن اللبنانية لتطويق الحادث، فهو ما يجب أن يحصل.. وأن يُعلن انتماء الجناة هو الذي يساهم في وضع حد لهذا التوجه الإجرامي. إننا إذ نوكل الأمر لأولي الأمر في لبنان.. ولدينا كل الثقة بأنهم لن يقصروا.. فإننا نقول للجناة.. احذروا اللعب بالنار.. لبنان يخرج من أنفاق الظلام إلى بؤرة الضوء.. ولن يكون سهلاً إعادته إلى الوراء. a-abboud@scs-net.org
|
|