هذه المعاني تقود بالمنطق للقول: إن الحاضن أو الحامل لها هو الفكر والشعور الوطني الذي يجسده الشعب السوري اليوم في استحضار ذكريات الجلاء، وتحقيق الاستقلال الوطني بالثورات التي تفجرت في أربع جهات سورية، والتي شكلت محطة مضيئة ونقطة انعطاف في تاريخها الوطني والقومي.
وإذا كانت الشعوب تحرص على إحياء يوم الاستقلال والاحتفاء به كعيد وطني، فإنما لأنها تريد أن تؤكد وتجدد تمسكها بالفكر الوطني مدفوعة بالشعور المفعم بحب الوطن والاستعداد الدائم لحمايته والذود عنه، فكيف يكون ذلك ، وكيف يمكن العثور على ترجمة أمينة لذلك تخالف المقاومة كلمة ومفهوماً وفعلاً؟!
الأداة إذاً هي المقاومة.. والمقاومة تعني النضال ورفض الاستسلام ومواجهة الاحتلال والتصدي للعدوان واستخدام القوة وحمل السلاح.. وهي كمفهوم وفعل تصنف على أنها مسؤولية وواجب وطني لا يجوز التخلف عن أدائه، وهي فوق هذا وذاك عمل مشروع تقره الأديان السماوية والمبادىء والقوانين الوضعية التي توافقت عليها الدول والحكومات والأنظمة الممثلة في الأمم المتحدة منذ تم إنشاؤها.
هذا هو منطق الأشياء ، وهذا هو القانون ، وهذا هو الشرع، وعلى من يرفض المقاومة هذه الأيام ويعمل على محاصرتها ويتجرأ على نعتها بالإرهاب ويسعى لمحاربتها , عليه أن يتعرف الى المنطق ويتسلح بالشرع والقانون، وقبل ذلك كله عليه أن يتذكر أن وطنه لم يتحرر إلا بممارسة فعل المقاومة، كماعليه أن يتذكر أيضاً أن عيد الاستقلال الذي يحييه كل عام لم تنجزه إلا المقاومة!!
هكذا نفهم العيد الوطني، وهكذا ينبغي فهم نشوئه وما ينطوي عليه من معان ودلالات لا يجوز المساس بها، وبهذه المقدمات الصحيحة يمكن الوصول الى نتائج لا تعرف شيئاً من نسب الارتياب والخطأ.
وبالتحلي بالشعور الوطني والتزام الحدود الدنيا للأخلاق يكون ممكناً ترسيخ المفاهيم الوطنية والقومية ، والتمسك بها والدفاع عنها في مواجهة السياسات الجائرة والمخططات الشيطانية التي يراد بها تفتيت العرب وكسر كل أنماط وأشكال تفكيرهم الوطني والقومي في مقابل حماية اسرائيل..... هل هذا اكتشاف جديد لمالطا... وهل وصلت الرسالة؟!.