تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يـا ســــامعين الصـــوت..

ثقافة- خط على الورق
الثلاثاء 14-6-2016
أسعد عبود

هذا النداء النزق لا يخلو من الأمل... يَندَهُ به من يشعر و كأنه انقطعت به السبل. هو رد على الصم المصطنع و اللا مبالاة .. و نادراً ما نفع.

أكثر من يَندَهُ به حتى يدركه السأم ، هم الذين يحترفون الكلمة قولاً و كتابة.. شعراء كتاب.. و اعلاميون أيضاً .. جلهم يعتقد أنه إن قال فعلى العالم أن يسمع. لكن و لمواساة الروح يتابع أرباب الكلمة:‏

لقدأسمعت لو ناديت حياً‏

ولكن لاحيــاة لمن تنــــــادي‏

أذكر بهذه المناسبة زاوية يومية للكاتب اللبناني شوقي خير الله: كان ينشرها في صحيفة الثورة الدمشقية أيام الحرب الأهلية اللبنانية، حيث انتقل نصف لبنان ليعيش في سورية و لم يحتج أي منهم خيمة أو كمشة دولارات.‏

محنة الشعراء أنهم حين ينشدون يعتقدون العالم كله مصغياً يتذوق و يعتبر. أنا أعرف هذه المحنة من عملي كإعلامي. كلنا نناشد و سلاحنا الكلمة، وفي الشعر شيء من اعلام. كلنا نظن ان الدنيا تصغي لنا. و نستغرب أن ما رويناه لم يقنع العالم ليغير سياسته.‏

لو كنا نغني في طاحون... لسمعنا القيوم ربما. و قيوم الطاحون هو ذاك البائس الذي يقوم بتدويرها و إدارتها. أقول لكم: ربما في ذاك تفاؤل! ربما أن قيوم الطاحون لا يسمع على كثرة الدوي الذي يرافقه في عمله. كل القائمين على الطواحين الذين رأيتهم في حياتي كانوا يصرون رؤوسهم بـ «شماخات» ليتجنبوا غبار الطحين – ربما – و بالتالي قلما كانوا يسمعون النداء! شعراً كان أم نثراً.‏

لم ننم و كثيراً ما تحدثنا عن تقسيمات و مؤامرات و جراثيم و فيروسات تهدد هذه الأمة. ولم ننتبه فهذا كله و غيره وما صعب علينا تخيله أو قوله يفتك بما بقي من أمة يتحداها الزوال. و مازال من يلومك إن قلت : «مؤامرة»...!! هل في التآمر أشنع من أن نتآمر نحن على حالنا ؟! نقيم الصديق عدواً و العدو صديقاً... و الخراب انتصاراً... و الذبح ديناً... و السفر إلى الجحيم ثورة ؟!‏

و ننده: يا سامعيّ الصوت... و ما من مجيب !!‏

هل ثمة ما يخفى بعد...؟! العراق مقسم و سورية مهددة وفي اليمن تستعر النار و السودان قُسم بسعادة عاشها «بشيره» لأنه وجد طريقاً - حسب زعمه - لتطبيق الشريعة الاسلامية.... منذ حلم محمد علي باشا ، كانت الشريعة خباء يتخفى وراءه الخائفون من الحياة. و ليس ثمة بين أقطار العرب من لم تبشر عنده! وليس بينها من لا يتوهم إذ يفترض أن المشوار ما زال بعيداً. حتى مصر.. و الخليج في المقدمة بما فيه الامبراطوريتان العظميان قطر و الكويت... هل بدأت تصلكم الأصوات؟!‏

يا سامعيّ الصوت... هل يعقل أن تسكن أمة في طاحون فلا تجد للصوت صدىً.‏

as. abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 646
القراءات: 948
القراءات: 931
القراءات: 906
القراءات: 955
القراءات: 992
القراءات: 999
القراءات: 980
القراءات: 1074
القراءات: 1089
القراءات: 1023
القراءات: 1066
القراءات: 1039
القراءات: 1078
القراءات: 1335
القراءات: 1218
القراءات: 1122
القراءات: 1142
القراءات: 1201
القراءات: 1201
القراءات: 1209
القراءات: 1229
القراءات: 1223
القراءات: 1277
القراءات: 1279

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية