| يـا ســــامعين الصـــوت.. ثقافة- خط على الورق أكثر من يَندَهُ به حتى يدركه السأم ، هم الذين يحترفون الكلمة قولاً و كتابة.. شعراء كتاب.. و اعلاميون أيضاً .. جلهم يعتقد أنه إن قال فعلى العالم أن يسمع. لكن و لمواساة الروح يتابع أرباب الكلمة: لقدأسمعت لو ناديت حياً ولكن لاحيــاة لمن تنــــــادي أذكر بهذه المناسبة زاوية يومية للكاتب اللبناني شوقي خير الله: كان ينشرها في صحيفة الثورة الدمشقية أيام الحرب الأهلية اللبنانية، حيث انتقل نصف لبنان ليعيش في سورية و لم يحتج أي منهم خيمة أو كمشة دولارات. محنة الشعراء أنهم حين ينشدون يعتقدون العالم كله مصغياً يتذوق و يعتبر. أنا أعرف هذه المحنة من عملي كإعلامي. كلنا نناشد و سلاحنا الكلمة، وفي الشعر شيء من اعلام. كلنا نظن ان الدنيا تصغي لنا. و نستغرب أن ما رويناه لم يقنع العالم ليغير سياسته. لو كنا نغني في طاحون... لسمعنا القيوم ربما. و قيوم الطاحون هو ذاك البائس الذي يقوم بتدويرها و إدارتها. أقول لكم: ربما في ذاك تفاؤل! ربما أن قيوم الطاحون لا يسمع على كثرة الدوي الذي يرافقه في عمله. كل القائمين على الطواحين الذين رأيتهم في حياتي كانوا يصرون رؤوسهم بـ «شماخات» ليتجنبوا غبار الطحين – ربما – و بالتالي قلما كانوا يسمعون النداء! شعراً كان أم نثراً. لم ننم و كثيراً ما تحدثنا عن تقسيمات و مؤامرات و جراثيم و فيروسات تهدد هذه الأمة. ولم ننتبه فهذا كله و غيره وما صعب علينا تخيله أو قوله يفتك بما بقي من أمة يتحداها الزوال. و مازال من يلومك إن قلت : «مؤامرة»...!! هل في التآمر أشنع من أن نتآمر نحن على حالنا ؟! نقيم الصديق عدواً و العدو صديقاً... و الخراب انتصاراً... و الذبح ديناً... و السفر إلى الجحيم ثورة ؟! و ننده: يا سامعيّ الصوت... و ما من مجيب !! هل ثمة ما يخفى بعد...؟! العراق مقسم و سورية مهددة وفي اليمن تستعر النار و السودان قُسم بسعادة عاشها «بشيره» لأنه وجد طريقاً - حسب زعمه - لتطبيق الشريعة الاسلامية.... منذ حلم محمد علي باشا ، كانت الشريعة خباء يتخفى وراءه الخائفون من الحياة. و ليس ثمة بين أقطار العرب من لم تبشر عنده! وليس بينها من لا يتوهم إذ يفترض أن المشوار ما زال بعيداً. حتى مصر.. و الخليج في المقدمة بما فيه الامبراطوريتان العظميان قطر و الكويت... هل بدأت تصلكم الأصوات؟! يا سامعيّ الصوت... هل يعقل أن تسكن أمة في طاحون فلا تجد للصوت صدىً. as. abboud@gmail.com
|
|