ووجه المفارقة هنا أن هؤلاء الخبراء تجاهلوا أن حكوماتهم هي نفسها من سهل عبور هؤلاء الأطفال من بلدانهم الأم إلى المنطقة للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة.
وتجاهلوا أيضاً أن حكوماتهم الغربية وفي مقدمتها الإدارة الأميركية هي التي أنتجت وأنشأت مثل هذه التنظيمات، وساهمت في تمددها وانتشارها لتخدم مشاريعها الفوضوية والتقسيمية، وهي ذاتها من أطلق مصطلحات الفوضى الهدامة تحت مسمى الفوضى الخلاقة وغيره من المصطلحات.
وبعد كل هذا يأتي الخبراء الغربيون ومراكز البحث والدراسات هناك لتحذر من خطر عودة المتطرفين إلى بلدانهم، تماماً كما تفعل الحكومات الغربية حين تتباكى على الحل السلمي في سورية وتدعي أنها مع إنهاء الأزمة في الوقت الذي تؤجج الأوضاع على الأرض وتسعى لنسف أي بارقة أمل بحل سياسي.
فهاهي بريطانيا التي تدعي أنها مع الحل السياسي ومع الحوار نرى دورها في افتعال الأزمة وتأجيجها ،ونراها وهي تلعب مثل أميركا على الورقة الإرهابية كوسيلة جديدة من وسائل الوصول إلى مبتغاها في ضرب استقرار المنطقة وتدمير مقدراتها، وقد انكشف هذا الدور بعد مشاركة مستشاريها على الأرض بحجة محاربة الإرهاب.
وقبلها أميركا لعبت الدور القذر ذاته حيث أرسلت جنودها بحجة تقديم الاستشارات للتنظيمات التي تسميها معتدلة ثم رأيناها كيف تساهم في الفوضى الهدامة، وهو ذاته دور الحلفاء والأدوات في المنطقة، وبعد كل هذا نراهم يتباكون على ارتداد الإرهاب.
ahmadh@ureach.com