تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عيني على الرقابات لما تتقابل

أبجد هوز
الاربعاء 12/3/2008
خطيب بدلة

بما أن صديقي أبو الجود ذكي ولماح وحاضر النكتة فقد اتصل بي فور قراءته زاويتي السابقة التي تحمل عنوان(باي باي رقابة) وذكرني بقصة كنت قد نشرتها في إحدى الصحف بطلها رقيب الصحف العصمنلي الذي كان يسمى في تلك الأيام (المكتوبجي).

فقد ورد إلى المكتوبجي في تشرين الثاني سنة 1917 تقرير صحفي يزيد حجمه عن ثلاثين صفحة يتحدث عن الثورة البلشفية,فأخرج صاحبنا (الكزلك)وركزه على عينيه,ووضع أمامه لائحة الممنوعات فوجد ما يلي:‏

إن الكلمات والمصطلحات التي من قبيل اشتراكية, وثورة, وإضراب, وعصيان, وعدالة, وليبرالية, وديمقراطية, وفلسفة, ونهلستية, ومستقبل,وإطلاق نار, وحرق دواليب, وبرلمان, وفوضى, واستفزاز, كمائن, ومعارضة, كلها ممنوعة..فأخذ يشطب كلمة من هنا وجملة من هناك ويستبدل عبارة بأخرى, ثم ينظر إليها فيجد أنها لا تزال مريبة فيعاود الشطب والاستبدال..حتى بقيت معه في المحصلة جملة واحدة نشرتها الصحف العثمانية في اليوم التالي وهي:حصلت أمس خناقة في موسكو!‏

قلت لأبي الجود:‏

ولكن الرقابات العربية تطورت كثيرا منذ ذلك التاريخ, وأصبحت أكثر طرافة وتعقيدا,وثمة نوع جديد من الرقابة لا يخطر ببالك يا أخي أبا الجود ولا ببال غيرك من البشر, وهو أن إحدى الرقابات العربية العتيدة تلقت انتقادا على جهلها وتخلفها من أحد الكتاب, فما عادت تراقب أعماله التي تمر عليها, بل أصبحت تراقب اسمه, وتعرقل كل ما يقدم إليها من طرفه حتى ولو كان يتحدث عن الخياطة والتفصيل وقلي الكبب وبوطرة الزيتون وتسمين العجول زاعمين أنه يقصد كلمة أخرى غير كلمة (تسمين)!.‏

merdas@scs-net.org‏

تعليقات الزوار

اسامةا اليوسف |  abocahto@hotmail.com | 12/03/2008 01:59

احدى الطرائف الحقيقية هي ان رقيب فهمان شطب جملة من مقالة تقول \ فطارت وهوت على الارض\ فاستنتج صاحبنا ان الذي يطير الطائرة فقط

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 12/03/2008 09:15

أعتقد أن الجديد في الرقابة العربية هو تخليها عن رقابة الكلمة والمصطلح إلى رقابة التصنيف والإصطفاف, فصارت الرقابة تسمح بذكر كلمة إسرائيل ومصطلح الشرق الأوسط , وتحولت الرقابة لتصنيف هذا الكاتب في أي صف هو, وهذا يعني أنها انتقلت من مرحلة الحظر الكلي في التشطيب والحذف ,إلى مرحلة الدفاع عن الرأي الأوحد ذو الإتجاه الواحد,فصار كتابنا على الرأي والإتجاه الواحد, بينما صار القارىء ينهل من الرأي والرأي الآخر, وحتى الرأي الثالث رغم عدم شعبيته, أي أن القارىء تقدم على الكاتب اليوم.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خطيب بدله
خطيب بدله

القراءات: 849
القراءات: 993
القراءات: 898
القراءات: 1278
القراءات: 1278
القراءات: 1032
القراءات: 1452
القراءات: 922
القراءات: 1111
القراءات: 2086
القراءات: 1230
القراءات: 1065
القراءات: 1059
القراءات: 1457
القراءات: 1045
القراءات: 1150
القراءات: 1222
القراءات: 1263
القراءات: 1094
القراءات: 1314
القراءات: 1105
القراءات: 1260
القراءات: 1191
القراءات: 1245
القراءات: 1305

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية