في تصريحات الوزير الإسباني مايذكر بموقف بلاده المتوازن على الدوام من الصراع والسلام في المنطقة , ذلك أن هذا الموقف لاينطلق من فراغ وإنما ينطلق من الموقف التاريخي الذي طالما عبرت عنه مدريد مراراً وأعادت من خلاله التوازن للموقف والدور الأوروبي الذي كان ينبغي أن يكون أكثر فاعلية وتأثيراً. موراتينوس الذي قال ذات مرة /عام 2004 / رداً على ممارسات الحكومة الإسرائيلية برئاسة أرييل شارون: ( بات من غير الممكن لاسبانيا والعالم الانتظار أكثر, وإننا عازمون على تفعيل الدور الأوروبي في عملية السلام والمنطقة ) يعود اليوم ليؤكد حقيقة موقف بلاده القائم على أن الحل الوحيد يرتكز على عنصر أساسي هو وضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي .
فالمشكلة دائماً كانت في هذا الاحتلال , وإن تأكيد السيد موراتينوس بأن سورية هي جزء من الحل وليست جزءاً من المشكلة , والإشارة إلى أن دمشق ومدريد عملتا وتعملان معاً من أجل السلام ماهو إلا تظهير لحقائق طالما غابت عن أذهان البعض ممن يدعون الرغبة في السلام والانحياز له .
وللأمانة والتاريخ فإن اسبانيا التي يسجل لها قيامها بدور مؤثر وريادي , وفي كل مرة كانت تحاول تفعيل الدور الأوروبي والقيام باستقطاب سياسي وحركة دبلوماسية نشطة كانت تتلقى الاتهامات والضغوط حيث كان الصوت الإسرائيلي يرتفع اتهاماً لها ولأوروبا بالانحياز إلى العرب والفلسطينيين , وبالتالي إجهاضاً لأي مسعى أوروبي جدي باتجاه السلام وتصويب مساراته وصلت أحياناً إلى تهمة معاداة السامية الممجوجة
. لاشك أن مباحثات السيد موراتينوس اليوم التي تأتي في إطار جولة له على دول المنطقة , وفي إطار التحضير لزيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى دمشق ستؤسس لمزيد من التعاون الثنائي على قاعدة التفاهمات الناجزة ووجهات النظر المتطابقة بين البلدين التي عبرت عنها قمة مدريد التي جمعت السيد الرئيس بشار الأسد والسيد خوسيه لويس ثاباتيرو صيف العام 2004.
وإنه من المهم أن تلتقط جميع الأطراف وفي المقدمة الاتحاد الأوروبي الفرصة السانحة , وتستغل الوضع الناشئ على الساحة الدولية وتثمره لمصلحة الدفع باتجاه تحقيق السلام الذي بات حاجة للاستقرار , وعاملاً أساسياً لإنجاح الشراكة وعملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط .