تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ضحايـــا الروتيــــن..!

رؤيـة
الاثنين 24-8-2015
سعاد زاهر

(اذا كنت تعتقد ان المغامرة خطرة، جرب الروتين.. فهو قاتل!) حكمة لباولو كويلو.. وكأنه وضعها لنا نحن السوريين المحاصرين بحرب لاقرار لها.. !

مللناها، وضقنا ذرعا بها.. ونتمنى ان نغمض أعيننا ونفتحها لنراها قد تلاشت كليا.. !‏‏‏

تعمدت ان اتجنبه.. بدلت التوقيت.. وكأن الصباح الباكر حين تخلو الطرقات إلا من بضعة أفراد فروا من أسرّتهم، مجبرين غالبا ومكرهين كل الوقت، نحو عمل يستنزف طاقتهم.. يمكنه أن يعدل المزاج.. !‏‏‏

بداية راقبت لحظات الصباح الأولى.. إلا أنها مع الوقت هي الاخرى تحولت الى روتين قاتل.. !‏‏‏

حتى الحرب أصبحت روتينا حفظنا خريطتها ومعالمها، وجنونها.. !‏‏‏

كان من الممكن أن أستمر على الروتين ذاته، لولا انني فجأة شعرت بالاسر.. ولولا انها أصرت على أن اهرب بضعة ايام معها من كل هذا التخبط.. !‏‏‏

مع انها بضعة أيام لا اكثر.. الا انها خلعتني كليا منه.. غادرت غير مكترثة بأي شيء.. ما ان انطلقت السيارة هاربة من خط الحدود الحقيقي.. الذي غدر بي في مرة سابقة وأبى ان يجعلني أنفلت منه.. تبدل كل شيء..‏‏‏

حتى الازدحام الذي عشته، بدا لي تجديدا، طالما اني سأنفلت باتجاه آخر، طالما ان هواء آخر سأتنفسه، وطالما ان جديدا ما سيكون بانتظاري.. !‏‏‏

في الازدحام تعمدت أن أراقب ملامح الناس، عيونهم، وكأنهم هاربون من جحيم الى آخر.. وكأن الخراب يلاحقهم ويريدون الافلات باكرا.. يتعجلون الهروب معتقدين ان سلاما من نوع جديد بانتظارهم، ولكن هاهي كل مآسي وآثار الحروب تقفز في وجوههم غير عابئة بخوفهم أو آمالهم.. !‏‏‏

نزفنا عرقا في الجو الرطب، لم يخطئنا الحر، والتهبت رؤوسنا،.. كدنا نموت رعبا ونحن في طريق العودة والأبواب تفتح ثانية..‏‏‏

ها قد عدنا إليه مجددا من ينقذنا حين نكتشف أننا حملنا الروتين داخلنا.. وهربنا المؤقت منه، ماهو إلا حيلة فاشلة.. !‏‏‏

هنا يتلبسنا شعور غريب.. انتهت المغامرة وهاهو الواقع يصفعنا مجددا..!‏‏‏

soadzz@yahoo.com‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11383
القراءات: 877
القراءات: 947
القراءات: 894
القراءات: 1061
القراءات: 890
القراءات: 910
القراءات: 868
القراءات: 886
القراءات: 916
القراءات: 930
القراءات: 902
القراءات: 930
القراءات: 937
القراءات: 970
القراءات: 999
القراءات: 983
القراءات: 1001
القراءات: 975
القراءات: 1077
القراءات: 990
القراءات: 1037
القراءات: 1042
القراءات: 1055
القراءات: 832
القراءات: 899

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية