أما أن نعمم ثقافة الصراحة والاعتذار في بعض الأحيان عن أمر ما حصل وليس باستطاعة هذه الوزارة أو تلك تنفيذه قد يؤدي إلى مفعول إيجابي.. بمعنى مصارحة الناس ووضعهم في صورة الواقع... وهذا ما يؤدي إلى تفعيل الثقة وتقدير المواطن لهذه الصراحة...
إذاً هي شعرة... يمكن أن يؤدي قطعها إلى فقدان الثقة أما الحفاظ عليها ومراعاتها فيؤدي إلى تعزيز الثقة...
فعندما تصرح وزارة التموين والتجارة الداخلية عن تدخلاتها المستمرة في الأسواق بهدف ضبطها ولجم المحتكرين والفاسدين بينما على أرض الواقع يرى المواطن عكس ذلك.... فماذا نتوقع أن تكون ردة فعل المواطن...
قلنا وكررنا أن الأزمة فعلت فعلها وتركت آثارها على مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية وحتى النفسية... وأن الارهاب طال الكثير من مرافق الحياة، وأن الإرهابيين يقفون خلف كل هذه المعاناة التي يواجهها السوريون.
والحكومة تدرك تماماً أن قاعدة شعبية واسعة وكبيرة قدرت وتقدر مفاعيل الأزمة... وأحياناً تجد مواطنين كثر يتلمسون العذر لحكومتهم حول التقصير في هذا المجال أو ذاك...!!
ولكن... يجب على الحكومة ألا تتخفى وراء الأزمة وتقدير الناس لما تعانيه سورية... بل عليها بذل جهود مضاعفة لمكافأة هؤلاء الذين صمدوا واستمروا في المقاومة... من أجل تعزيز هذا الصمود....
وهذا يأتي فقط بالثقة... عبر الشفافية والمصارحة...