تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خارج المعادلة.... خارج حدود الزمن

إضاءات
الأربعاء 11-3-2015
أحمد عرابي بعاج

من السوء بمكان أن يقال عن المرء إنه متناقض قي التعاطي مع الآخرين، فكيف إذا كان هذا التناقض ينسحب على دول بحجم الاتحاد الأوروبي.

حيث لا يزال التناقض مسيطراً على سياسته حول سورية رغم إبداء أغلب دوله التفهم للوضع أكثر مما سبق من أن الإرهاب هو ما يمنع تقدم أي حل سياسي فيها.‏

وقد عبّرت بعض دوله عن رغبتها بالتعاون مع دمشق، وأرسلت إشارات إيجابية أكثر من مرة متجاوزة موقف الدولتين الاستعماريتين القديمتين بريطانيا وفرنسا اللتان ما زالتا تضغطان على الدول الأوروبية لمنع التعاون مع دمشق.‏

وقد كانت التباينات والتناقضات ظاهرة للعيان في لقاء المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا مع ممثلي دول الاتحاد الأوروبي قبل أسابيع، ولكن هذه الموقف وتلك الضغوط من لندن وباريس ليست أكثر من رسالة للأوروبيين «أنهم أولاً» ومن ثم بقية الدول، وقد يطول الوقت قبل أن نرى مواقف مؤثرة لبعض تلك الدول التي لا تزال بعيدة عن الخروج من عباءة الدول الأوربية ذات الوزن الثقيل، والتي تتمتع بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن، ناهيك عن الحضور الأمريكي المرعب في السياسة الأوروبية.‏

وقد كانت زيارة الوفد البرلماني الفرنسي إلى سورية ولقاؤه مع القيادة السورية أكبر دليل على أن الضغط الفرنسي باتجاه «أنهم أولاً» والباقي يأتي من بعدهم في الاتصال مع دمشق مع بقاء الموقف الرسمي الفرنسي متعنتاً ومقترباً من الموقف الخليجي الذي يشتري ذمم دول كثيرة ويبقي نفسه متأخراً عن أي موقف آخر يمكن أن يساعد في أي حل سلمي وسياسي للأزمة في سورية، وتستغله فرنسا مقابل مواقف مدفوعة الثمن تلعب بها حتى الثمالة، وتحاول أن تكون أولاً في التحاور مع دمشق وتضع كل المواقف المدفوعة الثمن خليجياً خلف ظهرها، لأن مصلحتها تقتضي ذلك.‏

يتقاطع معها الموقف البريطاني المتحرك الذي يتشدد عندما يتحدث مع الدول الأوروبية عن سورية ويحاول من تحت الطاولة الاتصال والتواصل مع دمشق للتنسيق في الحرب على الإرهاب، وتطالب دمشق دائماً بالحوار العلني فوق الطاولة لأنها سيدة الأرض في الحرب على الإرهاب ولديها مفاتيح القوة وهي صاحبة الجغرافيا.‏

وفي جديد المواقف المتناقضة للاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على مسؤولين وكيانات سورية حيث يضع نفسه مجدداً خارج معادلة السياسة وخارج حدود الزمن، فهو لم يصل بعد إلى الاتفاق بين دوله على أن الحل سياسي في سورية وأن فرض العقوبات يعود بالسوء على المواطن السوري الذي حاصرته تلك الدول بعقوباتها دون الالتفات إلى مصالح الشعب السوري، وتزعم أن العقوبات لمصلحته!!‏

هذه هي سياسات الدول الغربية المتشدقة بالحرية والديمقراطية، تفعل كل ما يمكن لمحاصرة الشعوب باسم الحرية والديمقراطية وتتغنى بها في برلماناتها، وتعمل عكس ذلك تماماً تنفيذاً لأوامر واشنطن التي تلعب بأوروبا لعبة الدمى وتحركهم بخيوطها كيفما تشاء.‏

وتبقى فرنسا وبريطانيا هما الدولتان الاستعماريتان الأكثر تناقضاً في سياستهما، والأكثر شراءً لمواقفهما من قبل من يدفع أكثر، والخليجيون هم من يدفع مقابل تلك المواقف، والشعب السوري هو الذي يدفع ثمن الخسة الخليجية، عقوبات جديدة تثقل كاهل المواطن السوري الذي اعتاد عليها على مدى أربع سنوات وتكيف مع واقعة رغم ألمه ولم ينكسر، ولن ينكسر!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2301
القراءات: 1739
القراءات: 1815
القراءات: 1857
القراءات: 2126
القراءات: 1986
القراءات: 1994
القراءات: 1937
القراءات: 2036
القراءات: 1998
القراءات: 2258
القراءات: 2099
القراءات: 2128
القراءات: 2129
القراءات: 2234
القراءات: 2283
القراءات: 2264
القراءات: 2410
القراءات: 2500
القراءات: 2346
القراءات: 1618
القراءات: 2394
القراءات: 2451
القراءات: 2440
القراءات: 2539

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية