تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدواء سيتامول والداء عضال

حدث وتعليق
الاثنين 5-8-2019
منـــــذر عيــــــد

من المؤكد أن ما يجري من تناقضات في الأحداث والقرارات إزاء ادلب، ومن فروق شاسعة بين مخرجات (آستنة و سوتشي) ،

والتنفيذ على ارض الواقع إنما هو نتيجة خلل في الدواء الذي تم وصفه من قبل الدول الضامنة لما يجري في ادلب، ومن المؤكد أيضاً أن جميع المعطيات تشير الى أن عدم جدوى (الوصفة) تلك ليست ضعفاً من الجانب الروسي أو الإيراني، بل نتيجة تدليس في حالة التشخيص التي قدمها التركي وعليها كانت تلك الوصفة، ليكون الدواء (سيتامول) حسب التشخيص (الاردوغاني) فيما الداء عضال.‏

الداء عضال.. هذا ما أثبته بالأمس المدعو أبو محمد الجولاني متزعم جبهة النصرة الإرهابية بإعلانه أن فصيله -الذي يسيطر على الغالبية العظمى من ادلب - لن ينسحب من المنطقة المنزوعة السلاح كما تم الاتفاق عليه في (آستنة)، الأمر الذي سوف يحرج حليفه التركي ويضع داعمه الأساس رجب اردوغان في موقف لا يحسد عليه، علاقة بين الطرفين لا ندعيها، بل أكدها أيضا الجولاني بقوله:(لن نتموضع لا على طلب الأصدقاء ولا الأعداء)، ومن هناك أصدقاء له طلبوا الانسحاب والتموضع إلا التركي؟‏

من المؤكد أن حالة الانتظار لن تطول حتى يقتنع الإرهابي الجولاني بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً، أو حتى يتمكن صديقه اردوغان من إقناعه بذلك، فالتجارب السابقة أكدت عدم رغبة النظام التركي بالتوصل إلى حل في ادلب، بل انه استخدم (آستنة وسوتشي) ورقة للمماطلة، ومطية لكسب المزيد من الوقت واحتلال الأراضي السورية، وللتمكن من أخذ مكان مرموق على خارطة الأزمة في سورية للحصول على اكبر كم ممكن من المكاسب اذا ما رحلت الأمور إلى خواتيمها.‏

إذا ما كان من لاعب تركي حقيقي في مواجهة الحكومة السورية والضامن الروسي والتركي، فالكرة الآن في ملعب التركي، وأعتقد أن ظروف المنطقة التي كان يستغلها التركي سابقا للمماطلة ليست كما يشتهيها الآن، وبأن حبال اردوغان الكثيرة تقطعت بفضل متغيرات الأحداث في سورية والمحيط، فلا مخارج للهروب من مستحقات (آستنة) الأخيرة، وأن خياراته باتت أمام احتمالين إما الالتزام بما جاء في البيان الختامي: (مواصلة التعاون بين جميع الأطراف من أجل القضاء على (تنظيم داعش) و(جبهة النصرة) وجميع الأطراف والكيانات المرتبطة بـ(تنظيم القاعدة) وبذلك يخسر ذراعه الإرهابية الطولى في سورية، أو يتجاهل تلك المقررات ويخرج من عباءة (الضامن).‏

Moon.eid70@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 منذر عيد
منذر عيد

القراءات: 11301
القراءات: 1023
القراءات: 1005
القراءات: 937
القراءات: 969
القراءات: 973
القراءات: 931
القراءات: 905
القراءات: 951
القراءات: 1086
القراءات: 985
القراءات: 947
القراءات: 917
القراءات: 937
القراءات: 854
القراءات: 967
القراءات: 972
القراءات: 987
القراءات: 1076
القراءات: 1139
القراءات: 1007
القراءات: 1057
القراءات: 1789
القراءات: 1135
القراءات: 1005
القراءات: 1302

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية