تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطريق إلى الأرشيف..!

أخبار
الاثنين 5-8-2019
علي محمود جديد

لا أنكر سعادتي عندما كنتُ أستمع لمداخلة أحد الأصدقاء في جلسة حوار سياسي مطعّمٍ بالاقتصاد، ولا سيما عندما راح يشيد بالقطاع العام، ويحثّ على ضرورة دعمه ومساندته، لأنه الضمانة الحقيقية للدولة وللمجتمع،

مستهجناً توجهات البعض نحو مشاركة القطاع الخاص فيه، ورأى أن القطاع الخاص إن أراد أن يشارك فليشارك بالشركات الفاشلة ليكون السبب في إنقاذها..! أما مشاركته في المؤسسات الحكومية الناجحة والرابحة ليست أكثر من حالة استغلال ولا تنسجم مع نهجنا الذي ينشد العدالة الاجتماعية، كما قال صديقنا.‏

وما إلى ذلك من العبارات والمصطلحات التي تكاد تغدو من الذكريات، وهي في طريقها إلى الأرشفة، فقد تراجع هذا النّفسُ كثيراً في هذه الأيام، وهو في الواقع لم يتراجع عبثاً، وإنما نتيجة التجارب الصعبة والمؤلمة والفاشلة في كثيرٍ من الأحيان للقطاع العام على الرغم من المقدّرات الهائلة التي وضعت تحت تصرّفه، ولكن المؤسف ولأسبابٍ عديدة - ومن خلال نتائج أعماله - ضرب لنا في أغلب المرات الأمثلة الكبرى في الخسائر وسوء الإدارة، وفي الفساد التي صارت أطنابه مضروبة في كل مكان.‏

ومع هذا فقلوبنا دائماً مع دعم القطاع العام، وقلوبنا تهفو إليه لأنه بالفعل ضمانة حقيقية، ولكن لا بدّ من تغيير سياساته، فهو بهذا الشكل سيبقى فاشلاً فاسداً، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فاقتصادنا اليوم لم يعد اقتصاداً اشتراكياً، ولا رأسمالياً، ولا اقتصاد سوق اجتماعي، اقتصادنا لا اسم له ولا عنوان ولا هوية، ولعل هذا أمر طبيعي في زمن الحرب والحصار، حتى أن الحكومة أقرّت بذلك من خلال (البرنامج الوطني التنموي لسورية في ما بعد الأزمة) حيث أشارت إلى أنه بعد انقضاء الحرب وبعد مرحلة الانتعاش ورسم ملامح الاقتصاد السوري، التي تلي مرحلة التعافي، القادمة بعد مرحلة الإغاثة والاستجابة للاحتياجات (والتي نعيشها حالياً) بعد مرور تلك المراحل كلها فإن البرنامج المشار إليه يتطلّع إلى إعادة هندسة الاقتصاد السوري وتحديد هويته، وذلك من خلال حوار وطني شامل.‏

ولذلك نقول: إن ما أطلقه صديقنا على حين غرّة أمر مهم جداً بأن يُطرح عبر حوار وطني يتوصل إلى تحديد هوية اقتصادنا وإعادة هندسته بالشكل الأفضل والذي يلائمنا، وكم نتوق بالفعل لأن يُفضي ذلك الحوار الوطني المنتظر إلى أن يعطي مدّاً كبيراً للقطاع العام ولكن مع ضمان حسن الإدارة الكفيلة بوضع حدّ للفساد والقضاء عليه.‏

ولكن بالنسبة للقطاع الخاص فصار لا بد من الاعتراف بأنه قطاع وطني، والبلد بحاجة إلى طاقاته ومقدراته، وهو أيضاً بحاجة لأن يعمل آمناً مطمئناً في وطنه سواء بمفرده أم بالتشارك مع القطاع العام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي جديد
علي جديد

القراءات: 11504
القراءات: 875
القراءات: 849
القراءات: 860
القراءات: 914
القراءات: 896
القراءات: 882
القراءات: 885
القراءات: 925
القراءات: 944
القراءات: 861
القراءات: 940
القراءات: 948
القراءات: 927
القراءات: 1056
القراءات: 983
القراءات: 960
القراءات: 1028
القراءات: 966
القراءات: 1039
القراءات: 939
القراءات: 1016
القراءات: 1037
القراءات: 1037
القراءات: 1097
القراءات: 1088

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية