فكت واشنطن عشر قطب مقابلها بشكل مباشر عبر دعم الإرهابيين وإسقاط الأسلحة جواً وعبر تصعيد جبهات قتال في حلب واللاذقية أريد لها أن تسخَّن من وكلاء ومرتزقة جاهزين لضرب أي أفق للتسوية وإيجاد حل ينقذ السوريين من براثن الإرهاب والمتحالفين معه والمدافعين عنه والمبررين له تحالفه مع تنظيمات اشتركت واشنطن في تصنيفها في قرارات مجلس الأمن بأنها إرهابية ثم التفت على تلك القرارات وتراجعت عنها فعلياً.
فليست المرة الأولى التي تلقي فيها طائرات واشنطن السلاح للإرهابيين «المعتدلين جداً» حسب معاييرها الدموية وهي تعلم سلفاً أن هذا السلاح سوف يذهب لتنظيمي «داعش والنصرة» في المحصلة، وهذا ما حصل بالفعل بالقرنية الروسية التي رصدت وترصد ممرات ومعابر الإرهابيين كما تراقب وتتابع ما تسقطه أمريكا ومآله.
وعليه.. فلا عجب أن تفعل تركيا ما تفعله وأكثر وحكومتها ورئيسها الإخواني يتصدر ثالوث الشر المتحالف في الحرب على سورية مع مملكة الشر ودوحة التآمر، وهي ترى السيد الأمريكي يغدق بالسلاح على التنظيمات الإرهابية عند معابر حدودها بحجة تسليح جماعاتها «المعتدلة جداً» والتي لا ترتدي ثياب «النصرة وداعش» وتمسح من شعاراتها بعض العبارات، حيث تحاول حكومة أوباما إظهار نفسها أمام الرأي العام الأمريكي بأنها حكومة تكافح الإرهاب وهي تخدع مواطنيها قبل أن تفعل ذلك أمام المجتمع الدولي.
لكن تركيا وتنظيماتها المتطرفة التي هي رأس حربة تأجيج الحرب على سورية، ولولا تدخلها السافر لكان هناك شأن آخر في إيجاد سبل للحل السياسي، على أقله وقف أحد معابر الإرهاب الرئيسية، غير أنه لا يمكن اعتباره الوحيد أو الاستثنائي في إدخال السلاح والمسلحين، حيث لا يمكن إغفال المعابر الأخرى للإرهابيين والسلاح عبر الأردن الذي يتنصل من دعم الإرهابيين وأراضيه تعج بمدربيهم وقواعدهم التي لا يمكن إنكار وجودها أيضاً.
واشنطن التي تدّعي مكافحة الإرهاب وحرصها الكاذب على استمرار وقف الأعمال القتالية في سورية تستمر في لعبة إلقاء السلاح جواً لتأجيج الوضع وتأزيمه بدل محاصرته ومنع تدفقه عبر معابر عملائها ومموليهم في الخليج الذين لا همّ لهم سوى تقاسم دعم الإرهابيين وتناغم خطوات إعاقة محادثات جنيف ووضع المعيقات في وجه المبعوث الأممي في تحديد توقيت استئنافها.
وفي الحصيلة النهائية.. تبقى واشنطن الراعي الأول للإرهاب والمموّل الرئيسي لخرق التهدئة وتأجيج القتال واستمراره في سورية أطول وقت ممكن، لأن ذلك يقع في صلب مصلحتها التي لا يمكن أن تختلف عن مصلحة الكيان الصهيوني مهما طفا على السطح من خلافات ظاهرية بينهما، أو من تباين في حسابات وكلائها المشغّلين الأساسيين للإرهابيين.