بالطبع,ليس الأمر هكذا,ولا هو إهمال أو تسيب في الكثير من الحالات التي ربما بدا ظاهرها كذلك,بل هو مشكلة قائمة ليس من اليسير حل إشكالاتها وتجاوزها,فلئن كانت معظم مشكلات الإصلاح والتحديث تتصل بأكثر من جهة وبأكثر من مؤسسة أو وزارة,ولئن كنا لا نزال نعاني أزمة حقيقية في تحديد الصلاحيات والمسؤوليات,فإننا بالتأكيد سنظل عرضة لما نسميه تداخلاً وظيفياً بين مختلف المؤسسات والوزارات,وحتى بين الأقسام المختلفة في المؤسسة أو الوزارة الواحدة,وسيظل الأمر مرهوناً بأكثر من يد وأكثر من عقل وأكثر من مزاج,ويصبح من الطبيعي في هذه الحال أن يعاني الكثير من القرارات والبلاغات التعطيل والإهمال والتأجيل وغيره من المعيقات التي لا تلبث أن تنشر جواً من الإحباط والفشل,فكل ينتظر الآخر,وكل يعاني من الآخر?.
تلك واحدة من أكبر المشكلات التي نعانيها,وتكمن في افتقاد التنسيق من جهة أولى والتجاوب السريع من جهة ثانية بين الوزارات والمؤسسات المرتبطة بعضها ببعض بأعمال مشتركة ووظائف متداخلة وصلاحيات غير محددة أو غائمة.
ولعله من الضروري بمكان أن تجري إعادة النظر بمختلف هذه العلاقات المتداخلة نحو تيسيرها وحلحلة إشكالاتها عبر هيئات أو وحدات للتنسيق في كل وزارة أو مؤسسة,وأن تكون لها الصلاحيات الكاملة في تقرير طرائق الحل اللازمة,ودون إشغال المراجع الأعلى.
ولعله من الضرورة بمكان أيضاً أن يعاد النظر في طبيعة الاختصاص وشروطه بين الوزارات والمؤسسات,فلا نتبادل المسؤوليات,وبالتالي الاتهامات ولا يتعطل العمل بذريعة مسؤولية الآخر أو دوره الوظيفي.
بتنا بحاجة حقيقية إلى إعادة توزيع وتجميع الاختصاص والمسؤولية في مرحلة نحن أحوج ما نكون فيها للتنظيم وتيسير العمل لا تعقيده فهل نبادر اختصاراً للوقت والجهد?.