تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عـدالـة أوكـامبو.. !!

حدث وتعليق
الجمعة 16-7-2010م
عدنان علي

الاتهام الجديد الصادر عن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس اوكامبو للرئيس السوداني عمر حسن البشير بارتكاب جرائم حرب جماعية في اقليم دارفور يحمل في طبيعته وفي توقيته دلالات لا تخفى على أحد سواء لمسيرة العملية السياسية التصالحية الجارية في السودان والتي أحرزت نجاحات هامة ،

أم فيما يتصل بمفهوم العدالة عند «المجتمع الدولي» والذي من المفترض أن يمثله هنا السيد أوكامبو والذي لم يصدر عن محكمته حتى الآن الا قرارات موجهة ضد الدول المستضعفة خاصة في افريقيا.‏

الاتهام الجديد الذي يأتي بعد اكثر من عام على اتهام مشابه ترافق مع مذكرة اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ، لايمكن الاستهانة بخطورته السياسية والقانونية، برغم تدني قيمته الاخلاقية ، ويمكن ان يكون بالفعل سيف ابتزاز يسلط ليس على الرئيس البشير وحسب ، وإنما على السلم الاهلي في السودان الشقيق ويذكي نار الفتنة ويدمر العملية السياسية بمساراتها كافة جنوبا وشرقا وفي المقدمة اقليم دارفور نفسه ، الذي لم يستطع السيد أوكامبو والقوى التي تحركه ، أن يقدموا له سوى مثل هذه القرارات الهدامة.‏

وإزاء هذا الاصرار من جانب اوكامبو ومحكمته على العبث بالشأن السوداني بحجة تطبيق العدالة ومعاقبة مرتكبي الجرائم ، لابد أن يتساءل كل مواطن عربي ومسلم أين هي عدالة أوكامبو ومحكمته ، وعدالة الغرب ، ازاء ماترتكبه اسرائيل بحق الفلسطينيين والعرب ، وماارتكبته الولايات المتحدة وحلفاؤها بحق العراقيين والافغان وغيرهم من الشعوب ، حيث ازهقت بحسب التقارير الغربية أرواح مئات آلاف البشر، دون ان يرف جفن لمحكمة أوكامبو بينما يتباكى اليوم على جرائم مزعومة في اقليم دارفور الذي اكدت تقارير دولية موثوقة ان ماجرى فيه لايعدو ان يكون نزاعاً قبليا على المرعى والارض ، سقط خلاله ضحايا من الطرفين ، وليس بأي حال نزاعا عرقيا او جرائم ابادة وتطهير عرقي كما تبث الدعاية المغرضة.‏

وفي المرتسمات العملية لهذا القرار سوف تكون مساهمته الرئيسة هي قطع الطريق امام جهود تبذلها الحكومة لتسوية قضية دارفور، وإفشال الوساطات القائمة حالياً لطي هذا الملف ،والتي تحظى برضى ومباركة المجتمع الاهلي في الاقليم بمختلف مكوناته ، فضلا عن ضرب العملية السياسية في مجمل السودان ودفع البلاد مجددا الى أتون التوتر والنزاعات بدل استثمار الجهود في اتمام التسويات وتحقيق التنمية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عدنان علي
عدنان علي

القراءات: 966
القراءات: 756
القراءات: 909
القراءات: 870
القراءات: 868
القراءات: 844
القراءات: 882
القراءات: 829
القراءات: 866
القراءات: 877
القراءات: 843
القراءات: 868
القراءات: 925
القراءات: 848
القراءات: 902
القراءات: 1028
القراءات: 854
القراءات: 869
القراءات: 940
القراءات: 902
القراءات: 1075
القراءات: 977
القراءات: 909
القراءات: 954
القراءات: 964

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية