تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حضن الوطن الدافئ

أروقة محلية
الاثنين 23-12-2013
إسماعيل جرادات

الوطن الذي يتسع لكل أبنائه الأوفياء المخلصين لابد وأن يصفح عن أولئك الأبناء فيما إذا خرجوا عن جادة الصواب،

وذلك انطلاقاً من كون الانتماء للوطن عقيدة يناضل من أجلها كل من يؤمن بأن سورية الوطن تتسع لكل الناس الشرفاء بمختلف شرائحهم ومكوناتهم، ولايمكن أن يكون هذا الوطن الجميل مكاناً للغرباء الذين جاؤوا من كل بقاع الدنيا ليدمروا التعايش الذي نعيش فيه منذ آلاف السنين إخوة نتقاسم العيش بكل حلوه ومره.‏

نقول الوطن يصفح عن كل من خرج عن جادة الصواب وعرف أن خروجه هذا كان في غير مكانه بل عرف أكثر من ذلك أن خروجه قد ساعد على تدمير البلد لذلك عاد إلى حضن الوطن فمن يقرأ مراسيم العفو الرئاسية التي صدرت والتي كان آخرها المرسومين 70 و71 لعام 2013 يلحظ مدى حرص سورية شعباً وقيادة على أبنائها، هذا بالإضافة للحظ مدى حقيقة أن هذا الوطن الذي نحب ونعشق كم هو محب لابنائه وإن خرج بعضهم عن جادة الصواب، فها نحن نجد أن العفو عند المقدرة هو عين الصواب التي تجمع ولاتفرق بين السوريين بمختلف شرائحهم وأطيافهم واتجاهاتهم السياسية.‏

إن من يقرأ مراسيم العفو يلحظ أن هذه المراسيم تسقط العقوبة الأصلية والفرعية لجريمة الفرار الداخلي التي يعاقب عليها القانون، وكذلك الأمر الفرار الخارجي ناهيك باسقاط العقوبات المتعلقة بخدمة العلم وكذلك اسقاط الغرامات المالية والاعفاء من إطالة مدة الخدمة الناجمة عن التخلف، كل ذلك إنما يأتي في اطار حرص المشرع على وجود اشخاص قد غرر بهم ويمكنهم الاستفادة من العفو الذي قد ينتهي الشهر الجاري.‏

طبعاً هناك الكثير الكثير ممن عادوا إلى حضن الوطن مستفيدين من العفو الرئاسي، رامين خلف ظهورهم تلك الاوهام التي أشبعهم بها أعداء سورية الذين عملوا ليل نهار على تدمير كل ما بنيناه بعرقنا وجهدنا ودمنا.‏

فمن يقرأ مقولة «العفو عند المقدرة» يلحظ ان الدولة السورية ليست ضعيفة كما يتبادر لاذهان البعض لأن العفو من شيم العظماء، والعفو ايضاً يدل على ان الدولة لايمكن ان تتخلى عن ابنائها وإن مشوا في الطريق غير المستقيم ثم تراجعوا وعادوا إلى صوابهم ملتحقين بركب اولئك الذين يسهرون على حماية وأمن المواطنين من جهة، واعادة اعمار ما تهدم على ايدي المجموعات الارهابية التكفيرية المسلحة من جهة ثانية، هذه المجموعات التي جاءت إلى بلدنا سورية لتخرب كل شيء جميل عندنا، لكن تنبه الغيورين على الوطن دفعهم إلى حالة المراجعة التي اعادتهم إلى الحضن الدافئ من خلال اعلانهم للتوبة والصفح.‏

وإذا ما قرأنا جيداً كم هي اعداد الذين غرر بهم وعادوا إلى هذا الحضن نلحظ ان اعدادهم كبيرة وكبيرة جداً وهذا ان دل على شيء انما يدل على ان العفو عند المقدرة والمقدرة هنا ان يعود كل ابناء الوطن والوطن إلى ما كان عليه قبل ان يأتينا شذاذ الافاق وينغصوا علينا حياتنا.‏

asmaeel001@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 اسماعيل جرادات
اسماعيل جرادات

القراءات: 736
القراءات: 732
القراءات: 702
القراءات: 774
القراءات: 765
القراءات: 732
القراءات: 805
القراءات: 774
القراءات: 753
القراءات: 763
القراءات: 797
القراءات: 784
القراءات: 786
القراءات: 720
القراءات: 796
القراءات: 871
القراءات: 837
القراءات: 826
القراءات: 861
القراءات: 979
القراءات: 861
القراءات: 787
القراءات: 815
القراءات: 843
القراءات: 911

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية