الاعلام الثقافي لايسعى فقط لمتابعة الحياة الثقافية، والتفاعل معها، بل ليعكس تطورها ويصوب مسيرتها.. نقديا.. ولكن ما نعيشه من أنشطة هل تعتبر مشاريع ثقافية لها أصداء وأهداف بعيدة المدى تجبر الاعلام على التقاطها، علها تنقله الى عوالم روحية وتفتح له فضاءات فكرية حتى وهو يغوص في أزمة لانهائية.. ؟
عدا عن مشكلات التواصل والتفاعل، نعيش مع معضلة تتعلق بكيفية تسويق المنتج الثقافي، بطريقة جذابة، لنتمكن من ترويجه بشكل يضمن تفاعلا كبيرا معه، ولكن بغياب منتج ثقافي حقيقي- مبدع، تبقى العلاقة مجرد مراوحة في دوائر مغلقة..
نحتاج لفعل ثقافي حقيقي نعتنقه كاعلاميين وحتى كافراد بعيدا عن النخبوية.. في أجواء باتت تحت مسميات ثقافية مختلفة، تسلع الثقافة وتفرض نوعية أخرى مغايرة لما تريده مجتمعاتنا فعليا.. تفرغ العقول، وتنتشر ببساطة، لان معتنقيها لايسيطرون فقط على منابع المال، بل على وسائل اتصال، تضخ كما هائلا من تسطيحها اللانهائي..
نحتاج لشراكة اعلامية-ثقافية، تكون بمثابة شرارة لاتنطفئ.. شراكة مختلفة بعيدا عن الشراكات التسويقية التي تخضع لمنطق العرض والطلب، بناء على مزاج السوق الذي يصر على ضخ ثقافة مزيفة اودت بنا.. !
soadzz@yahoo.com