تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«بردى» تعود

على الملأ
الاثنين 21-9-2015
علي محمود جديد

لم يكن أحد يتوقّع ولا يتخيّل أنّهم يكرهون سورية إلى هذا الحد كله، وهم كاذبون فلا يكرهون (نظامها) فقط بل يكرهون كل شيءٍ فيها ، فاندفعوا لتدمير كل شيء ، مقدّراتها أرضها ..

ولواستطاعوا سماءها، وكأنهم يريدون خفسها تحت الأرض، ولكنهم واجهوا وتفاجؤوا بمقاومة فظيعة ومدهشة من كل حدبٍ وصوب، فهم – مثلاً – وعلى الرغم من محاولاتهم تحطيم الصناعة السورية الناشئة والآخذة بالازدهار، من خلال ملاحقة المعامل والمنشآت الصناعية هنا وهناك، فإن إرادة وعزيمة الروح الصناعية كانت أقوى منهم، وأشد بكثير.‏

فصحيح أنهم استطاعوا تدمير العديد من الشركات الصناعية العامة والخاصة، غير أن هذا الخراب والدمار لم يُحبط النفوس في متابعة السير نحوتحقيق الأهداف والنهوض، فقد حاولوا اغتيال الأدوية المصنّعة وطنياً، فأتوا على العديد من المصانع الخاصة، وفظّعوا في طريقة نهبِ ودمار مبنى شركة الدواء الحكومية الشهيرة ( تاميكو) غير أن تاميكولم تقف عند هذا الدمار ولم تُحبط بل ازدادت ثقة وعزيمة وراحت تنتج الأدوية من أماكن أخرى، كما نهبوا ودمّروا معمل المنظفات الكيميائية، استهدافاً لمنتجه الأبرز (سار) الذي يتصدّر نظراءه في السوق، غير أن سار بقي واستمر وهاهويُنتج من مكانٍ آخر أيضاً.‏

أمّا شركة بردى للصناعات المعدنية الحكومية، والتي عُرف عنها إنتاج البرادات وبعض الأدوات المنزلية، فقد نهبوها ودمّروا خطوط إنتاجها أيضاً، واتخذوا من مقرّها معسكراً لهم يعيثون فيه فساداً وتخريباً، غير أن هذا الواقع المؤلم لم يُثنِ البرديّون عن إصرارهم على عدم التوقف، فبعد أن أنجزوا مرحلة الإعداد لأن يفعلوا شيئاً، هاهم اليوم يطلقون لنا عزيمتهم على معاودة الإنتاج من مكان آخر أيضاً، فعلى الرغم من تحرير أرض الشركة ومقرّها فإن العبث والفساد اللامتناهي بها لا يتيح المجال للإقلاع السريع من هناك الآن، ومع هذا كان إصرار أبناء بردى الرائعين ألا ينتظروا طوال ذلك الوقت حتى يباشروا إعادة الإنتاج، فقرروا بناء خطين أساسين الآن في مكان آخر، الأول : لإنتاج البرادات (براد بردى ) الشهير بمتانته وقوة فاعليته فهو لايزال المرغوب الأول عند السوريين على الرغم مما واجهه من منافسات شديدة، والثاني : لإنتاج الغسالات الآلية التي طالما حلمت شركة بردى بإنتاجها لتهدئة الأسعار وتوفيرها للمواطنين بسعر معقول، فهاهي تبقى على إصرارها بحلمها الجميل ومن هنا تبدأ من جديد وقد صار إنتاج البراد والغسالة الآلية قاب قوسين أوأدنى، والجميل في معاودة إنتاج براد بردى والإصرار على إنتاج الغسالة أنَّ أسعار هذه الأدوات المنزلية التي ارتفعت مؤخراً بالسوق بشكلٍ جنوني، قد تستطع بردى لجمها بحكم المنافسة، فلا نحلم إن توقّعنا بأن أسعار هاتين السلعتين قد تشهد انخفاضاً ملحوظاً، فلن يجرؤ أحد الوقوف في وجه ( بردى ) عندما يبدأ التدفق ..!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي جديد
علي جديد

القراءات: 11566
القراءات: 913
القراءات: 884
القراءات: 890
القراءات: 958
القراءات: 928
القراءات: 922
القراءات: 910
القراءات: 959
القراءات: 974
القراءات: 894
القراءات: 972
القراءات: 983
القراءات: 954
القراءات: 1099
القراءات: 1021
القراءات: 991
القراءات: 1063
القراءات: 999
القراءات: 1072
القراءات: 973
القراءات: 1053
القراءات: 1067
القراءات: 1070
القراءات: 1132
القراءات: 1116

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية