لما تبقى من غوطتي دمشق ليس في اثرها البيئي الخطير الناجم عن منصرفات معامل البلوك والرخام ومخلفاتها فقط بل في تسببها بتصحر التربة وازعاج المواطنين حيث دخلت العديد من هذه المعامل ضمن المخططات التنظيمية وباتت تجاور المنازل السكنية.
ويأتي قرار اخراجها واغلاقها نهائيا - وهو ليس القرار الاول من نوعه-خطوة لتصويب مسار عمل هذه الحرف المنتشرة ووضع ضوابط لأماكن وجودها ومعالجة مخلفاته ، وبوشر بتطبيق القرار الذي كان لا بد من اتخاذه للحد من هذه الفوضى على ان يترافق مع تأمين البدائل لهذه المعامل المرتبط عملها بالنشاط والحركة العمرانية وهذا ما غاب عن اصحاب القرار حيث لم يكن البديل امام هؤلاء سوى مدينة عدرا الصناعية التي تبعد اكثر من مئة كم عن بعض الوحدات الادارية، اضافة لتكاليف شراء الارض وانشاء معمل لهذه الحرف.
وكنا نأمل ان نجد تفعيلا للمناطق الحرفية وانجازها ما دام ان التوجه نحو التخطيط الاقليمي بات قائما، ولا اعتقد ان الجهات التنفيذية عاجزة عن تأمين موقع يخدم اكبر عدد من الوحدات الادارية وتخديمه بالبنى التحتية وتأهيليه لاستيعاب ليس فقط معامل البلوك بل كافة الحرف المنتشرة ضمن التجمعات السكنية.
wmhetawi@hotmail.com