تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل ينفع الندم

معاً على الطريق
الأحد 4-7-2010م
ديانا جبور

في يوم واحد أطبقت علي كماشة الحزن والغضب, صباحاً عبر رسالة إلكترونية تجمل خسائر العراق بعد الاحتلال حسب الإحصائيات الرسمية,

ومساء عبر الفيلم الأمريكي(المنطقة الخضراء).‏

في الفيلم تثير شكوك الضابط ميلر(يقوم بالدور الممثل مات دامون) فشل غاراته المستمرة بالعثور على أسلحة الدمار الشامل, ليكتشف لاحقاً أن الأمر ليس أكثر من خديعة وكذبة تبنتها الإدارة الأمريكية لتبرير الغزو, أما الحركة الاستعراضية للرئيس بوش بإعلانه انتهاء الأعمال العسكرية, فلم تكن سوى شارة بدء لانطلاق عمليات تفتيت العراق وتقاسمه بعد أن تم تفكيك الدولة واستبعاد الجيش الذي كان لايزال بإمكانه ضبط الشارع وحمايته من الفوضى, مقابل تنصيب المخبرين والجهال في مواقع قيادية.‏

صحيح أن الفيلم يشكل إحدى أدوات الاعتذار والاعتراف بالخطأ, أو بالأصح الخطيئة, لأن إنجازه لم يكن ليتم وقد صور في العراق دون مساندة لوجستية من الجيش الأمريكي, أي أن هناك تبنياً لمقولة العمل ورغبة في التبرؤ من الآثار السلبية المميتة لاحتلال العراق, بالتوازي مع الرغبة في تفهم استجداء المواطن الأمريكي وقد تنكر بصيغة القلق على صورة بلده ومواقف شعوب العالم إن أقدمت حكومته على تدخل قد يكون وجيهاً أو يحمل مبررات حقيقية لا إدعاءات كاذبة.. لكن هل يكفي الاعتراف أو الاعتذار أو حتى الندم؟‏

بالعودة إلى الإحصائيات وقد زاد من وقعها الكارثي اجتماع الأرقام في رسالة واحدة أن هناك مليون أرملة (حسب وزارة المرأة العراقية) وأكثر من مليوني شهيد( وزارة الصحة والطب العدلي) وأكثر من أربعة ملايين يتيم(وزارة التخطيط) ونحو سبعة ملايين مهجر عراقي داخل أو خارج العراق(وزارة الهجرة), تدمير كامل للبنى التحتية (وزارة التخطيط), إضافة إلى تسجيل ثلاث حالات طلاق من كل أربع زيجات وتسجيل عشرات الآلاف من المصابين بالإيدز, عدا عن الفساد وانتشار الميليشيات والشركات الأمنية المدارة من قبل أجهزة مخابرات أجنبية, وغيرها الكثير ما يدمي القلب تجاه بلد عربي جار سجل إنجازات كبيرة خلال تاريخه البعيد أو القريب... فهل يكفي اعتذار المذنب عن الجريمة أم أن هناك قصاصاً وثمناً مستحق الدفع والأداء؟‏

لكن السؤال الأخطر هل تستطيع دولة يسيرها أصحاب المصالح ورؤوس الأموال أن تسمو إلى دور مهام الدولة العظمى كما يفترض بأمريكا؟‏

لعل إحدى فضائل الفيلم أنه قدم الطبقة الحاكمة في أمريكا كعصابة يحكمها الجشع دون بلوغ الشبع.‏

dianajabbour@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  ديانا جبور
ديانا جبور

القراءات: 1070
القراءات: 1073
القراءات: 1005
القراءات: 1163
القراءات: 1129
القراءات: 1457
القراءات: 1622
القراءات: 1828
القراءات: 1450
القراءات: 1308
القراءات: 1592
القراءات: 1511
القراءات: 1587
القراءات: 1672
القراءات: 1331
القراءات: 1402
القراءات: 1379
القراءات: 1714
القراءات: 1675
القراءات: 1618
القراءات: 1574
القراءات: 1264
القراءات: 1382
القراءات: 1520
القراءات: 1618

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية