وأشار إلى أنه وجد قادة يسبقوننا -كثير منا منتظر هذا الشرح- معتبراً وجود الجاليات السورية سبباً رئيسياً في ذلك.
تتعدد الأسباب والحقيقة واحدة..
لقد لقي الرئيس الأسد في جولته، ليس مجرد ترحيب اتيكيتي رسمي.. ولا مجرد ترحيب شعبي خصوصاً من أبناء الجالية.. بل لقي تفاعلاً مع كل ما جاء بشأنه وطرحه على قادة هذه الدول.
بالتأكيد هم لم يكتشفوا سورية وسياستها اليوم.. لكن كان مهماً لهم وعندهم أن يعبر الرئيس الأسد الأطلسي حاملاً قضية شعبه وأمته ومنطقته، بصدر رحب، واستعداد للحوار، وفهم موضوعي لكل ما يشهده العالم.
السيد الرئيس بشار الأسد في أميركا الجنوبية زعيم عالمي.. بقرار مستقل، لا يفاوض ولا يساوم على استقلالية وسيادة قراره وقرار بلده.
أراد أن تكون زيارته عملية أكثر منها بروتوكولية أو سياحية أو عاطفية، ورغم أن الطابع الرسمي والعاطفي لم يغب عن الزيارة.. وإلا فكيف نتوقع أبناء مغترب يحضرون بالمئات من مسافات بعيدة، «قال لي أحدهم وهو من حوران في بوينس آيرس إنه حضر من مسافة 1500 كم للقاء رئيس الجمهورية» ليلاقوا رئيسهم الذي عبر المحيط للقائهم.
أقول:
رغم ذلك فإن الجولة كانت أكثر من عملية في كل مواقعها.. رغب السيد الرئيس في التعامل مع الواقع مستفيداً من الجسر البشري «المغتربين» لتثبيت جسور أخرى «خط جوي مفتوح، خط بحري دائم.. إلخ».. وأراد علاقات أوسع إذ تم توقيع العديد من الاتفاقيات.. وبالتأكيد في قمة ذلك كان الجانب السياسي الذي بدت مهمة الرئيس الأسد فيه مريحة تماماً..
عند الرئيس تشافيز.. عند الرئيس راؤول كاسترو.. عند الرئيس لولا دا سيلفا.. وأخيراً عند الرئيسة دي كيرشنر رئيسة الأرجنتين.
بالتأكيد دول أميركا الجنوبية ذات مواقف إيجابية عموماً من قضايانا، ولنا مواقف إيجابية من قضاياهم. لكن.. ما بدا من هؤلاء القادة بتأثير الزيارة كان لافتاً تماماً.. وكما قلت في مرة سابقة ربما لم يجدوا ما يختلفون عليه مع الرئيس الأسد.. طبعاً هذا لا يعني أنهم بحثوا عن الاختلاف، ولا ضرر منه، بل يعني تماماً ما أسلفت نقله عن الرئيس الأسد من أنهم تفهموا كل ما طرح عليهم بسرعة.
رئيسة الأرجنتين أشارت إلى أنها تفاهمت مع الرئيس الأسد على:
- التكامل دون أي خلافات.
- الاستثمارات المتبادلة وتنمية التبادل التجاري.
- رفض الهيمنة الاقتصادية الخارجية وتعاون دول الجنوب من أجل ذلك.
- تثبيت ما نتفق عليه حقائق على الأرض.
- حل مشكلة الشرق الأوسط أساس للسلام العالمي.
- الشرق الأوسط كان دائماً بعيداً عنا.. واليوم أقرب.
- الأرجنتين تريد أن تكون فاعلة في تقديم حل للمنطقة.
- الأرض مقابل السلام وحق سورية الأكيد في استعادة الجولان.
- المبادرة العربية.
- رفض المعايير المزدوجة.
- العودة إلى عالم متعدد الأقطاب.
- إنهاء كل مظاهر الاستعمار والهيمنة.
وقالت: تفاهمت مع الرئيس الأسد على ذلك كله، نحن سعيدون مع بداية مرحلة جديدة، وأتطلع إلى لقائه دائماً..
ماذا بقي لنختلف عليه..؟!
a-abboud@scs-net.org