من عروش وسياسات ونفوذ على ثلاثة أسس لا رابع لها: المال الحرام والمجاني أولاً والانقياد الأعمى للغرب وأميركا ثانياً والقدرة الذاتية على إنتاج وتصدير كل أنواع الإرهاب الديني والطائفي من فكر وهابي وكوادر متوحشة ثالثاً!
وفي كثير من الأحيان، وعن جهل وغباء وافتقاد خبرة، يكشف هيكل من هياكل القوة إياها عورة هيكل آخر ويفضحه، كما فعلت أمس صحيفة «القدس العربي»، التي آلت مؤخراً وبقوة المال الحرام أيضاً إلى الهيمنة السعودية، حين اختزلت حديثاً مطولاً لرئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل، أمام المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في روما تحت عنوان «السعودية ضد داعش.. والحل تنحي المالكي والأسد ووقف التدخل الإيراني»؟؟
ويعرف السوريون ويعرف العالم أجمع، أن المال السعودي الحرام إياه يمول ويدير مجموعة من أساطيل بث السم الإعلامي في دول العرب والغرب على السواء، عبر المئات من الفضائيات والإذاعات والصحف التي تمتد خلفياتها الذهنية والأيديولوجية بين نشر الفتنة والتعصب والإفتاء المزيف والتحريض على عداء الآخر المذهبي أو قتله، وبين نشر الإباحية والانحطاط الخلقي والأخلاقي مروراً بالتسلية والنهب والمتاجرة بالجهل والتخلف، ويعرف السوريون والعالم أيضاً أن ثمة جيشاً من الإعلاميين التجار أو اللاعبين بـ«الكشتبان» الإعلامي أغلبيتهم من العرب وخاصة اللبنانيين، يشكلون العمود الفقري في تسويق تلك الخلفيات تصميماً وتصديراً، ويتوزعون شاشات الفضائيات وأعمدة الرأي في الصحف، وهم حرفياً وأخلاقياً جاهزون دائماً وتحت طلب المال وإمرته.
فإذا كانت السعودية ضد داعش كما يقول تركي الفيصل في «القدس العربي»، أي إنها على درب وخطا كل دول العالم على الإطلاق.. وأولها أميركا كما تدعي هذه الأخيرة، فمن أين يأتي داعش بكل هذا المال والسلاح والعتاد.. وبكل هذه العناصر المشتراة والمدفوعة الأجر سواء نقداً أم عبر الوعد بحوريات السماء؟
وإذا كانت السعودية ضد داعش، وهي تدرجه على قائمتها للمنظمات الإرهابية في تقليد غبي وأعمى للعادة الأميركية التي باتت بدورها ساقطة، وإذا كانت السعودية لا تتردد بمناسبة ومن دون مناسبة في الثرثرة أيضاً كما الكثير من دول العالم بأنها مستهدفة من الإرهاب وأنها إحدى «ضحاياه» فكيف يقبل تركي الفيصل أن يكون الحل في سورية والعراق هو حل داعش نفسه أي هو الحل الإرهابي «تنحي المالكي والأسد» وتسليم سورية والعراق لداعش وأمثاله من منظمات القتل والتخريب.. أم إن الرجل باح بأمنيات آله السعودي من حيث لا يدري؟
اخترت هذا المثال من السياسيين السعوديين ومن الإعلام السعودي المرافق لا لأدلل على أبوة آل سعود لداعش وبنوته لهم.. فهذا أمر بات من البديهيات، بل لأقول إن آل سعود لا يملكون سياسة ولا سياسيين ولا إعلاماً ولا إعلاميين، وأن لا «رسالة» لهم في السياسة أو في الإعلام سوى الحقد والكراهية.. وتحت وطأة شعورهم الدائم بالدونية والانحطاط فإنهم يندفعون إلى تكرار محاولات إلغاء الآخر وقتله لعجزهم عن مماثلته أو موازاته حضارياً.