كان ثمة أمل أن يتراجع الحقد الذي تخيلته غضباً ، و التوجه للانتقام ، الذي تخيلته رغبة في التغيير.
كنت خائفاً على بلدي ... و اعترف اليوم أن بطر التصورات السيئة و ظلال التشاؤم المرّ ، لم يكونا ليجعلاني أتوقع ولا 10 % مما جرى و يجري! ربيع اليوم ذكرني بربيع الأمس و طرح لي مدى الخيبة التي تصيب العقل و الروح بمقارنة اليوم بذاك الزمن.
جاء في ذاك المقال :
« لماذا لا يفتحون عيونهم والدنيا ربيع ليروا كم هو جميل ربيع سورية .. أزهار وأشجار وأعشاب تزدهي بكل الألوان .. وروائح لا يمكن أن لا يجد فيها عاشق لعبير أو عطر ما يشتهيه .. ليس لأحد في الدنيا أن يحرمنا من ذلك .. بسلاح غادر .. أم بقرار جائر .. أم بشعار أسود كثيف يفحش في القول: أن الجمال حرام.. »
بالتأكيد لم أكن أنتظر من كلامي ذاك أن يتراجع المخططون عما خططوا له و لا أنا عائد اليوم لأذكر به من باب تقديس « النبؤة ».
كان يحدوني الأمل أن قارئاً ما قد يشاركني آلامي المتوقعة من مسيرة الأحداث ، ولا أدري إن كان قد توفر لمقالتي تلك ذاك القارئ ولا إن كان توفر لي الشريك في الأمل ؟! ... الأمل أن ننقذ الربيع في سورية ...
مضت الأحداث كما رأيتم و عرفتم ، فأي حيز للأمل تركت لنا؟!
اليوم أصبح مجرد التمتع بفصل آخر تزدهي فيه الحياة في سورية ، سواء كان ربيع العطر و الأزهار أم صيف الغناء و الثمار ، أم خريف الحصاد و جمع الغلال أم شتاء الأمطار و الثلوج ، حلم لا يدركه المحب. فهل تبدد الأمل ...؟؟؟
ليس لأننا « محكومون بالأمل « أقول : هو الأمل يتجدد ... رغم طوفان الدم.
وطني دائماً سيولد من جديد ... ما دام أن ثمة من لا زال يقاتل كي ينتصر .. ، سننتصر ... لقد خيبوا آمالنا بشدة اجرامهم ... و خيبنا آمالهم بأننا ما زلنا نقاتل ...
ختمت مقالتي تلك ... بما يلي :
« الربيع السوري المزدهي بالألوان ، من حق كل مخلوق حي في هذا البلد .. و له أن يمارس الحياة .. يمكن أن نمضي إلى الحياة السياسية الزاخرة .. لكن ليس على حساب ذلك كله ..
بلون الربيع لا بلون الدم يمكن أن نبني مستقبل سورية »
رغم كل ما جرى ... رغم الدم المسفوك ، و الخراب في كل مكان، و الدمار يلحق بالدمار ... ما زلت مصراً ... أن سورية ستنتصر و سيولد فيها الربيع دائماً.
as.abboud@gmail.com