تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بلون الربيع لا بلون الدم

خَطٌ على الورق
الثلاثاء 5-5-2015
أسعد عبود

هذا عنوان لمقالة نشرتها في مثل هذا الشهر من عام 2011 ، في زاوية أعمدة من ورق ، التي أصبحت فيما بعد « خط على الورق ».

كان ثمة أمل أن يتراجع الحقد الذي تخيلته غضباً ، و التوجه للانتقام ، الذي تخيلته رغبة في التغيير.‏

كنت خائفاً على بلدي ... و اعترف اليوم أن بطر التصورات السيئة و ظلال التشاؤم المرّ ، لم يكونا ليجعلاني أتوقع ولا 10 % مما جرى و يجري! ربيع اليوم ذكرني بربيع الأمس و طرح لي مدى الخيبة التي تصيب العقل و الروح بمقارنة اليوم بذاك الزمن.‏

جاء في ذاك المقال :‏

« لماذا لا يفتحون عيونهم والدنيا ربيع ليروا كم هو جميل ربيع سورية .. أزهار وأشجار وأعشاب تزدهي بكل الألوان .. وروائح لا يمكن أن لا يجد فيها عاشق لعبير أو عطر ما يشتهيه .. ليس لأحد في الدنيا أن يحرمنا من ذلك .. بسلاح غادر .. أم بقرار جائر .. أم بشعار أسود كثيف يفحش في القول: أن الجمال حرام.. »‏

بالتأكيد لم أكن أنتظر من كلامي ذاك أن يتراجع المخططون عما خططوا له و لا أنا عائد اليوم لأذكر به من باب تقديس « النبؤة ».‏

كان يحدوني الأمل أن قارئاً ما قد يشاركني آلامي المتوقعة من مسيرة الأحداث ، ولا أدري إن كان قد توفر لمقالتي تلك ذاك القارئ ولا إن كان توفر لي الشريك في الأمل ؟! ... الأمل أن ننقذ الربيع في سورية ...‏

مضت الأحداث كما رأيتم و عرفتم ، فأي حيز للأمل تركت لنا؟!‏

اليوم أصبح مجرد التمتع بفصل آخر تزدهي فيه الحياة في سورية ، سواء كان ربيع العطر و الأزهار أم صيف الغناء و الثمار ، أم خريف الحصاد و جمع الغلال أم شتاء الأمطار و الثلوج ، حلم لا يدركه المحب. فهل تبدد الأمل ...؟؟؟‏

ليس لأننا « محكومون بالأمل « أقول : هو الأمل يتجدد ... رغم طوفان الدم.‏

وطني دائماً سيولد من جديد ... ما دام أن ثمة من لا زال يقاتل كي ينتصر .. ، سننتصر ... لقد خيبوا آمالنا بشدة اجرامهم ... و خيبنا آمالهم بأننا ما زلنا نقاتل ...‏

ختمت مقالتي تلك ... بما يلي :‏

« الربيع السوري المزدهي بالألوان ، من حق كل مخلوق حي في هذا البلد .. و له أن يمارس الحياة .. يمكن أن نمضي إلى الحياة السياسية الزاخرة .. لكن ليس على حساب ذلك كله ..‏

بلون الربيع لا بلون الدم يمكن أن نبني مستقبل سورية »‏

رغم كل ما جرى ... رغم الدم المسفوك ، و الخراب في كل مكان، و الدمار يلحق بالدمار ... ما زلت مصراً ... أن سورية ستنتصر و سيولد فيها الربيع دائماً.‏

as.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 646
القراءات: 948
القراءات: 931
القراءات: 906
القراءات: 955
القراءات: 992
القراءات: 999
القراءات: 980
القراءات: 1074
القراءات: 1089
القراءات: 1023
القراءات: 1066
القراءات: 1039
القراءات: 1078
القراءات: 1335
القراءات: 1218
القراءات: 1122
القراءات: 1142
القراءات: 1201
القراءات: 1201
القراءات: 1209
القراءات: 1229
القراءات: 1223
القراءات: 1277
القراءات: 1279

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية