وإذا كانت الدولة مفهوماً اجتماعياً وسياسياً بشرياً ولا يمكن أن تقوم دون مجموعات بشرية تعيش على الأرض إلا أن هناك مصطلحين مختلفين وهما الشعب والسكان فالشعب مجموعة أفراد قاطنين حدود الدولة ينتمون للدولة ويعملون بها ويتمتعون بجنسيتها أما السكان مجموعة أفراد قاطنين حدود الدولة سواء من شعبها أم من أي بلد لا يربطها بالدولة إلا العمل بها في حين أن الوطن ليس مساحة جغرافية إنما هو كرامة الإنسان فلا كرامة للإنسان دون كرامة وطنه ولذلك يجب أن يحافظ المواطن على كرامته ويجب أن يسعى لبناء وطنه وأن يكون شريكاً فاعلا ًبالوطن، والمواطن الفاعل هو الشريك على هذا الأساس, فالمواطن من الواجب عليه أن يشارك في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاندفاع الطوعي إلى ممارسة دوره.
ويبقى السؤال المهم اليوم : كيف يستطيع كل مواطن ممارسة دور إيجابي في التخفيف من آثار وتداعيات العدوان على أرضه وعرضه.. وماذا يجب أن يفعل في بيته وعمله وفي كل مكان يتواجد فيه ؟0 كيف يجب أن يتصدى للشائعات التي قد تؤثر على حياة الناس وكيف يمكن أن يكون كل واحد منا المواطن القدوة.؟
ما أحوجنا اليوم إلى مثل هذا الدور الذي يسهم في بناء الوعي ويجعل المؤسسات المعنية بذلك حاضرة في وجدان كل مواطن ومؤثرة في حياته وثقافته ومعيشته وليست مجرد هيكليات متخشبة لا طعم ولا رائحة لها، لأن الظروف الاستثنائية تتطلب مهاماً وأدواراً استثنائية ولا سيما تشكيل حالة وعي وتوضيح أبعاد ومخاطر المشروعات المعادية واستنهاض الحالة الوطنية فالوطن للجميع وخير الوطن للجميع وبالتالي فإن مسؤولية الدفاع عنه وحمايته والحفاظ على مكتسباته مسؤولية الجميع.
younesgg@gmail.com