ولا تزال ترن في أسماعنا قامات إبداعية كبيرة رغم مرور عشرات السنين على وفاتهم، وكان لأدباء المهجر الجنوبي وهم من هاجر إلى مناطق أمريكا الجنوبية كالبرازيل والأرجنتين والمكسيك وفنزويلا، خصائص تميزوا بها، وشبهوا أنفسهم بعرب الأندلس فسموا الرابطة التي أنشؤوها هناك بالعصبة الأندلسية.
كان هذا في الماضي ولأننا أبناء اليوم من المهم أن نتواصل مع المبدعين في المهاجر، فهناك الآن كثير من المبدعين في مختلف المجالات الثقافية، وما علينا إلا نبحث عنهم ونعيد اكتشافهم، وهذه مهمة الجهات ذات العلاقة بالشأن الثقافي والأدبي والفني.
وقد قامت بعض المؤسسات الثقافية بدور في ربط المبدعين العرب بأوطانهم من خلال دعوتهم وتكريمهم كدعوة مهرجان دمشق لسينمائيين، فحضر إلى دمشق المخرج التشيلي ميغيل ليتين والمخرج الأرجنتيني نيقولاس سركيس، وآخر الاكتشافات المخرج زياد حمزة الذي خرج من جرمانا ليصبح مخرجاً وصاحب شركة إنتاج في عاصمة السينما.
لكن نسمع بين حين وآخر عن شعراء وفنانين بالمصادفة وهم خارج أضواء الإعلام العربي، هناك مثقفون وفنانون لايحتاجون إلى أضواء لأن الأضواء العالمية مسلطة عليهم وهم يعتزون بأصلهم العربي مثل الكولومبية شاكيرا والمكسيكية سلمى الحايك، لكن أيضا هناك مبدعون خارج أضواء الإعلام العربي مثل الشاعرة الفنزويلية حسنا الأشقر - التي أصدرت مجموعات شعرية - المقيمة في المهجر، وهي من أصل سوري.
وحبذا أن تقوم الجهات الثقافية بالبحث عن هؤلاء المبدعين والتواصل معهم من خلال التعريف بهم ودعوتهم إلى الوطن.