ويعود منشأ الاختلافات للصيغة الجديدة المتبعة في تنفيذ التقرير، فهو بداية يستند إلى الأسس العلمية المنفذة في دراسة البيانات والاستبيانات المقدمة من النقابات والجمعيات والاتحادات العربية من جهة ويعطي هذه الهيئات الدور الكامل في تحديد رؤيتها للواقع الصحفي وأجواء الأداء الإعلامي في كل بلد وما يواجهه من تحديات أو مشكلات من جهة ثانية، وما قامت به النقابات من أعمال في التصدي لها، لرفع سوية الأداء المهني والنقابي على حد سواء.
ورغم التباين في تحديد واقع البلدان كل على حدة فإن توافقاً حصل بشأن التقارير التي تعدها منظمات وهيئات اقليمية أو دولية، إذ إن تلك التقارير يتم تسييسها غالباً في جوانب كثيرة، فتراها تركز على ضغوطات أو ممارسات بحق أفراد بعينهم مبتعدة في الوقت نفسه عن التطرق إلى البيئة والمناخ والممارسة الكلية لوسائل الإعلام وما تشهده من اتساع في الحضور المجتمعي بصورة عامة، ولذلك اعتمدت اللجنة الدراسة المقدمة من الزميل يونس مجاهد نائب رئيس اللجنة بشأن تقارير المنظمات الدولية كجزء أساسي من التقرير المتوقع إعلانه خلال تموز القادم بعد أن تستكمل النقابات الوطنية تقاريرها حول البيئة الإعلامية والصحفية في بلدانها وتوضح كلاً أو بعضاً من الادعاءات الواردة في التقارير الدولية.
ومن المرجح أن يتم الاتفاق على إعلان التقرير من دمشق في احتفالية تلي اجتماع اللجنة الدائمة في خطوة تسعى للانتقال ما بين العواصم العربية كلها، وعدم الاكتفاء بعقد الاجتماعات في المقر الدائم لاتحاد الصحفيين العرب في القاهرة.
وقد يكون في هذا الإجراء بعض من التقدم في الوصول إلى ممارسات مهنية ذات مستوى عال تضغط على الحكومات والهيئات التنفيذية التي تتعارض مصالحها غالباً مع عوامل وسياسات الإفصاح والشفافية والكشف عن المعلومات المرتبطة بحياة المواطنين ومصالحهم.
وتبقى الإشارة إلى الطريقة العلمية والمنهجية التي نفذها قسم الإعلام في جامعة القاهرة لتحليل البيانات الموزعة في الاستمارة الخاصة باتحاد الصحفيين العرب، فهي تعطي دلالات ومؤشرات دقيقة حول واقع الصحافة والصحفيين ويمكن تطويرها بحيث تغدو أكثر دقة في تحديد ذلك الواقع.
ومن المؤكد أن الصحافة حققت حضوراً مؤثراً في جميع البلدان العربية، شأنها شأن الصحافة العالمية، لكن الطموح ما زال كبيراً بحيث يتم مواجهة الوضع الصعب الذي تعيشه الصحافة العربية وبعض الصحفيين العرب في أكثر من مكان وخاصة في العراق وفلسطين المحتلين والصومال حيث قضى عشرات الصحفيين بنيران الاحتلال والإرهاب وهم ينفذون مهام إنسانية، فسجلوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء، وهذا جزء من المهمة الإنسانية والوطنية لهذه المهنة المعمدة بدماء كثير من الشرفاء الذين يقدمون حياتهم قرباناً أمام مذبح الحرية والحقيقة وإيصالها إلى أبناء جلدتهم.