وعلى هذا النحو من السلوك الحضاري المتعاون , ومن الحكمة السياسية العميقة , يبدو العالم أرحب وأوسع , وتبدو المسافات قصيرة مستقيمة, فثمة أصدقاء جيران وآخرون في أطراف العالم , وثمة أشقاء هنا وآخرون وراء المحيط , فلطالما كان العالم قرية صغيرة , ليس بوسائل الاتصال والنقل فحسب , بل بثقافة السلام والتعاون والحوار أولا .
عبر أكثر من مئة عام حمل الملايين من المغتربين السوريين إلى أميركا اللاتينية عراقة الشرق العربي وأصالته , نقلوا قدراتهم الخلاقة في التواؤم والتكيف والتبادل الثقافي والحضاري , فانخرطوا في مجتمعات تلك القارة وأعادوا إنتاج ثقافتهم فيها حتى باتوا جزءا من ضميرها العام ووجدانها الجمعي , ودون أن ينسوا أو يغفلوا لحظة عن انتماءاتهم الأصيلة , وحتى غدت سورية بما هي عليه من اجتماع وأخلاق وثقافة مكونا رئيسا من مكونات تلك المجتمعات نقرؤها في تفاصيل حياتها الاقتصادية والثقافية والسياسية اليومية .
اليوم , وعبر جولته الرباعية التاريخية, يؤسس السيد الرئيس بشار الأسد لحقبة جديدة من الامتداد الحضاري السوري في القارة اللاتينية , ويعيد شد روابط التلاقي والتعاون مع دولها ومجتمعاتها , ويبني جسورا للتواصل والحوار في مختلف مستوياته , يكرس المقولة التاريخية المعروفة أن سورية وطن أول للحضارة وثان لأهلها أيا كانوا وأيا كانت ثقافتهم .
كل من يتابع تفاصيل زيارة السيد الرئيس بالكلمة والصورة يكتشف على الفور قيمة مضافة وإضافية لمعنى الانتماء إلى سورية التاريخ والثقافة , وإلى سورية الموقف والسياسة !